وهذا كما ترى غايةُ الغاياتِ القاصيةِ، ونهايةُ النهايات النائيةِ، كيف لا والرسلُ - مع علوّ كعبهم في الثبات والاصطبارِ - حيث عيلَ صبرُهم، وبلغوا هذا المبلغَ من الضجر والضجيج، عُلم أن الأمرَ بلغ إلى غاية لا مطمح وراءَها.

{ألا إن نصر الله قريب}

{أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} على تقدير القولِ، أي: فقيل لهم حينئذٍ ذلك؛ إسعافاً لمرامهم. والمراد بالقرب: القُربُ الزمانيُّ.

وفي إيثار الجملة الاسميةِ على الفعلية المناسبة لما قبلها، وتصديرها بحرف التنبيه والتأكيد من الدلالة على تحقيق مضمونها وتقريره مالا يخفى.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وفي (ع):

" شرط نصب (حتى): أن يكون مدخولها مستقبلا بالحقيقة، أو بالنظر لما قبله، واعتبر ذلك، فإن نظر إلى كون القول المذكور مستقبلا بالنظر إلى ما قبله نصب، وإن نظر إلى أنه حكاية حال ماضية، وكان أصل الكلام: "حتى قال الرسول " رفع؛ لفوات شرط النصب." (?) أهـ

(بلغ إلى غاية) أي: " من الشدة." (?) (ق)

(على تقدير القول) كذا في (ك) (?) أيضا.

وفي (ق):

" استئناف أي: فقيل لهم ذلك إسعافا لطلبتهم من عاجل النصرة." (?) أهـ

فكتب (ع):

"استئناف نحوي (?)، لا بياني (?)، فلا يرد: أن الاستئناف لا يكون بالفاء، فالصواب: قيل (?)." (?) أهـ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015