وإنما أتاهم العذابُ فيه؛ لما أنه مظنة الرحمة فإذا أتى منه العذاب كان أفظعَ وأقطعَ للمطامع، فإن إتيان الشر مِن حيثُ لا يُحتسب صعبٌ، فكيف بإتيانه من حيث يرجى منه الخير.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(فكيف بإتيانه إلخ): " ولذلك اشتد على المتفكرين في كتاب الله قوله: {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (?) قيل في تفسيرها: عملوا أعمالا حسبوها حسنات، فإذا هي سيئات، استحقوا بسببها خلاف ما توقعوه. (?)

ومن تفكر في هذه الآية، ونظر في أعماله، اشتد عليه الأمر.

روي عن بعض الصالحين: أنه قرئت عليه هذه الآية فقال: آه آه إلى أن فارق الدنيا." (?) (ز)

وفي (ك): " فإن قلت: لم يأتيهم العذاب في الغمام؟

قلت: لأن الغمام مظنة الرحمة، فإذا نزل منه العذاب كان الأمر أفظع وأهول؛ لأن الشر إذا جاء من حيث لا يحتسب كان أغم، كما أن الخير إذا جاء من حيث لا يحتسب كان أسر، فكيف إذا جاء الشر من حيث يحتسب الخير، ولذلك كانت الصاعقة من العذاب المستفظع؛ لمجيئها من حيث يتوقع الغيث.

ومن ثم اشتد على المتفكرين في كتاب الله قوله: {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (?)." (?) أهـ

كتب السعد:

" (نزل منه العذاب) يشير إلى: أن إتيان العذاب في ظلل من الغمام: نزوله منه.

وقوله: (ومن ثمة اشتد) أي: من جهة أن الشر إذا جاء من حيث لا يحتسب، أو من حيث يحتسب الخير، وهذا أنسب بما ذكر في تفسيره (?): من أنهم عملوا أعمالا حسبوها حسنات فإذا هي سيئات." (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015