عدوا الكسائي فائزا في هذه المناظرة، ولعل المجلس تقوّض على ذلك، ولكننا الآن لا نعده كذلك. فالأصمعي راوية ثبت صدوق وهو في الرواية والأخبار أقوى من الكسائي، والكسائي أورد وجوه الإعراب المحتملة، أما الأصمعي فإنما يرد صاحبه إلى الرواية1 وشتان ما بين الأمرين.

وللأصمعي مجلس آخر مع الكسائي أمام الرشيد كال له فيه الصاع صاعين, وحكم له الرشيد حكما لزم الكسائي عاره:

قال له الأصمعي وهما عند الرشيد: "ما معنى قول الراعي:

قتلوا ابن عفان الخليفة محرما ... ودعا فلم أر مثله مخذولا؟

قال الكسائي: "كان محرما بالحج" قال الأصمعي: "فقوله:

قتلوا كسرى بليل محرما ... فتولى لم يمتع بكفن

هل كان محرما بالحج"؟؟؟

فقال هارون للكسائي: "يا علي, إذا جاء الشعر فإياك والأصمعي"2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015