بين الكسائي والأصمعي:

حدث أحمد بن يحيى ثعلب أحد أئمة الكوفيين قال:

كان الكسائي والأصمعي بحضرة الرشيد، وكانا ملازمين له يقيمان بإقامته ويظعنان بظعنه، فأنشد الكسائي:

أنَّى جزوا عامرا سوءى بفعلهم ... أم كيف يجزونني السوءى من الحسن

أم كيف ينفع ما تعطي العلوقُ به ... رئمان أنف إذا ما ضن باللبن

فقال الأصمعي: "إنما هو رئمان أنف، بالنصب" فقال له الكسائي: "اسكت ما أنت وذاك؟ يجوز بالرفع والنصب والخفض: أما الرفع فعلى الرد على "ما" لأنها في موضع رفع بـ "ينفع" فيصير التقدير: "أم كيف ينفع رئمان أنف"، والنصب بـ "تعطي"، والخفص على الرد على الهاء التي في "به"". فسكت الأصمعي ولم يكن له علم بالعربية، وكان صاحب لغة, لم يكن صاحب إعراب1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015