"392هـ":
"عثمان بن جني "بسكون الياء معرب كني" أبو الفتح النحوي من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف، وعلمه بالتصريف أقوى وأكمل من علمه بالنحو. وسببه أنه كان يقرأ النحو بجامع الموصل، فمر به أبو علي الفارسي فسأله عن مسألة في التصريف فقصر فيها, فقال أبو علي: "زببت قبل أن تحصرم" فلزمه من يومئذ مدة أربعين سنة، وأُعني بالتصريف، ولما مات أبو علي تصدر ابن جني مكانه ببغداد؛ وأخذ عنه الثمانيني وعبد السلام البصري وأبو الحسن السمسمي.
قال في "دمية القصر": وليس لأحد من أئمة الأدب في فتح المقفلات وشرح المشكلات ما له "ولا" سيما في علم الإعراب، وكان يحضر عند المتنبي ويناظره في شيء من النحو من غير أن يقرأ عليه شيئا من شعره أنفة وإكبارا لنفسه، وكان المتنبي يقول فيه: "هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس".
صنف "الخصائص" في النحو، و"سر الصناعة"، وشرح "تصريف المازني"، وشرح مستغلق "الحماسة"، وشرح "المقصور والممدود"، وشرحين على "ديوان المتنبي"، واللمع في النحو "جمعه من كلام شيخه الفارسي", والمذكر والمؤنث، ومحاسن العربية، والمحتسب في إعراب الشواذ، وشرح الفصيح, وغير ذلك.
مولده قبل الثلاثين وثلاثمائة، ومات لليلتين بقيتا من صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة".
بغية الوعاة ص322 1.
كتب ابن جني تعد الذروة التي ارتقت إليها بحوث العلماء