بأقوال البصريين1، واستشهدا بالحديث، فكانا مجتهدينِ إلى حد ما، ذويْ أثر بالغ في الدراسات النحوية، وما زالت كتبهما تدرس حتى الآن في معاهد العلم، وخدمت بشروح وحواشٍ وتقريرات كثيرة.

كنت رأيت قبل سبع عشرة سنة: أن النحو الأندلسي مر بشبه الخطوات التي سارها في المشرق، وأن طابعه الغالب الذي استقر طابع القياس الذي شرعه نحاة البصرة، وأن الأندلسيين أشبهوا في هذا أيضا الشاميين حين أضافوا إلى ذلك عناية بالغة بالسماع2.

فلما كنت في رحلة علمية تضمنت زيارة الأندلس وطلب إليّ القائمون على صحيفة "معهد الدراسات الإسلامية في مدريد" الإسهام بموضوع في مجلتهم، وكان السؤال المطروح:

"هل في النحو مذهب أندلسي؟ "3.

تساءلت: أليس هناك جديد أضيفه إلى ما تقدم عن نحو الأندلس؟

إن رحلة قمت بها سنة 1956م باحثا في نفائس المخطوطات بالأسكوريال ومكتبات المغرب العامة والخاصة جعلتني أتهيب الجواب, وأنا موقن أنه لن نصل إلى ما تطمئن إليه النفس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015