والمتبصر لهذه الآيات يرمق أن الطريقة التي عبر بها عن طرفي النهار في حقه - صلى الله عليه وسلم - فريدة من نوعها، إذ هي - فضلاً عن تنوعها- قد غطّت كل الأساليب التي ورد ذكرها وتم التعبير بها في القرآن عن هذين الوقتين المباركين، وهذا لم يُعهد مثله في سائر المقامات - على ما تم تقصّيه- فقد جاء التعبير عن أول النهار وآخره بـ (الغدو والآصال) وذلك عقب الأمر بالذكر في آية الأعراف، وبـ (بكرة وأصيلاً) عقب الأمر به مصحوباّ بالأمر بالصبر في آية الإنسان، كما جاء التعبير عنهما بـ (طرفي النهار) في آية هود وذ لك عقيب الأمر بإقامة الصلاة، وبـ (قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) وبـ (قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) في آيتي طه وق عقيب الأمر فيهما بالصبر والتسبيح، وبـ (أطراف النهار) عقيب الأمر بالتسبيح فقط في عجز الآية سالفة الذكر من سورة طه، وبـ (العشي والإبكار) عقيب الأمر به مصحوباَ بالأمر بالصبر والاستغفار في آية غافر.