ولا حجة فيما ذكره الطاهر وهو من مؤيدي عود الضمائر الثلاثة على الله، من أن "إفراد الضمائر مع كون المذكور قبلها اسمين، دليل على أن المراد أحدهما وأن القرينة على تعيين المراد، ذكر (وتسبحوه) " (?) .. لأنا نقول إن إفراد الضمائر مع كون المذكور قبلهما اسمين، لا يمنع من أن يكون الأولان منها راجعين إلى الاسم الأخير، بل هذا هو الأوقع لكونه الأقرب ذكراً والأوفق في عود الضمير، والأدخل في تصحيح المعنى.
وغني عن البيان أن نشير إلى أن لفظ (التسبيح) ، ما جاء في القرآن – على كثرته – إلا وهو مصروف إلى الله، وشذوذ هذا الموضع عن القاعدة بلا سبب بل ومع وجود ما يفيد عكسه هو شذوذ في الفهم.
2) السياق والمقام في آية الأحزاب:
والغريب في أمر ابن عاشور أن يسوق ما جاء في نظير ذلك من آية الأحزاب (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً.. الأحزاب/41، 42) ، ويذهب به إلى العكس مما ذكره في آية الفتح، وحجته الواهية في ذلك اختلاف السياق، على الرغم من أن كلامه في اختلاف السياق هذا، هو غاية في التناقض.