هذه المكانة لم يكن لينالها علماؤنا لو أن أعمالهم كانت تناقض أقوالهم أو كانوا يؤثرون الدعة والراحة على التعب والنصب أو كانوا يؤثرون أنفسهم بالرفاه والعافية عن باقي الأمة.
خامساً:
إن لسلفنا الصالح منهجاً في طلب العلم يتدرج فيه الطالب حتى يبلغ درجة الإجتهاد ولا يتجاوز الطالب مرحلة من تلك المراحل إلى التي تليها حتى يتقن المرحلة السابقة.. وقد أوجز ابن المبارك المبادئ الأساسية لهذا المنهج فقال:
أول العلم النية ثم الاستماع، ثم الفهم، ثم العمل، ثم الحفظ، ثم النشر.
وقال: كانوا يطلبون الأدب ثم العلم.
سادساً:
العناية بالنابغين والأذكياء من طلبة العلم والعمل على تفرغهم لطلب العلم وتعليمه للأمة ومساعدتهم بما يحتاجونه من المال وغيره حتى لا يشغلهم طلب قوتهم ومن يعولون عما هم فيه من ميراث النبوة من طلب العلم وتعليمه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولئلا يضطروا للوقوف على أبواب السلاطين وتقلد مناصبهم وهم يعلمون الناس ترك أبواب السلاطين.
هذا ما فعله ابن المبارك مع النابغين من طلبة العلم في عصر ومن قبله فعله شيخه أبوحنيفة رحمه الله مع بعض تلاميذه النابهين.
هذا ما يسر الله لي أن أكتبه عن ابن المبارك وأسأله سبحانه أن يرزقنا العلم النافع وأن ينفعنا بما علمنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتبه
محمد بن مطر الزهراني