أما نعيم وعيش لا إنقضاء له ... أو الجحيم فلا تبقى ولا تدع
تهوى بساكنها طوراً وترفعه ... إذا رجوا مخرجاً من غمها قمعوا
لينفع العلم قبل الموت عالمه ... قد سال قوم بها الرجعى فمارجعوا1
وعن سلام الخواص قال: أنشدني ابن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب ... ويورثك الذل إدمائها
وترك الذنوب حياة القلوب ... وخير لنفسك عصيانها
وهل بذل الدين إلا الملوك ... وأحبار سوء ورهبانها
وباعوا النفوس فلم يربحوا ... ولم تغل في البيع أثمانها
لقد رتع القوم في جيفة ... يبين لذى العقل إنتانها2
وقال الذهبي: ولابن المبارك:
جربت نفسي فما وجدت لها ... من بعد تقوى الآله كالأدب
في كل حالاتها وإن كرهت ... أفضل من صمتها عن الكذب
أو غيبة الناس إن غيبتهم ... حرمها ذو الجلال في الكتب
قلت لها طائعاً وأكرهها ... الحلم والعلم زين ذي الحسب
إن كان من فضة كلامك يا ... نفس فإن السكوت من ذهب3
وأنشد أبو بكر الآجرى لابن المبارك:
إغتنم ركعتين زلفى إلى الله ... إذا كنت فارغاً مستريحاً