وأول ما أبدأ به من هؤلاء الأعلام إمام أهل السنة في خراسان في زمانه وقدوة المتقين في وقته العالم الرباني المجاهد عبد الله بن المبارك أبو عبد الرحمن الحنظلي مولاهم التركي الأب الخوارزمي الأم، ولد سنة ثماني عشرة بعد المئة، وقيل بعدها بسنة وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة1.
قال الإمام الذهبي:.... الإمام شيخ الإسلام عالم زمانه وأمير الأتقياء في وقته، طلب العلم وهو ابن عشرين سنة.
فأقدم شيخ لقيه هو الربيع بن أنس الخراساني، قيل: تحيّل ودخل إليه في السجن، فسمع منه نحواً من أربعين حديثاً، ثم ارتحل في سنة إحدى وأربعين ومئة، وأخذ عن بقايا التابعين وأكثر من الترحال والتطواف إلى أن مات في طلب العلم وفي الغزو وفي التجارة والإنفاق على الأخوان في الله، وتجهيزهم معه إلى الحج 1.
سمع ابن المبارك من هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش وسليمان التيمي وحميد الطويل ويحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة ومعمر بن راشد وابن جريج ومالك بن أنس والثورى وشعبة وخلق كثير.
وروى عنه داود العطار وابن عيينة وأبو إسحاق الفزارى ومعتمر بن