فلم يكن اشتغال عمر رضي الله عنه بمسألة الفتوح وإخضاع العالم لحكم الإسلام مانعا له عن بحث مسألة فرعية جزئية - في نظر البعض - وبيان السنة فيها حسب رأيه واجتهاده.

· وحين كان أمير المؤمنين في فراش الموت كان همّ الخلافة من بعده مما يقلق باله، وبال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسألة الخلافة مصلحة عامة جوهرية خطيرة، لكنها - على أهميتها - لم تشغل عمر عن المباحثة والمفاهمة في بعض الجزئيات، فكان مما فعل - وهو طعين - أنه دخل عليه غلام من الأنصار، فأثنى عليه خيرا فلما خرج رأى عمر في ثوبه طولا، فقال: ردوا علي الغلام!! فردوه فقال له: يا ابن أخي! ارفع إزارك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك! (?) .

وبعد لحظات التفت إلى من حوله من الصحابة فقال لهم: ما تقولون في مسألة إرث الجد مع الإخوة؟ فتحدثوا، فقال عمر: " إني كنت رأيت في الجد رأيا فإن رأيتم أن تتبعوه فاتبعوه! فقال عثمان رضي الله عنه: إن نتبع رأيك فإنه رَشَد، وإن نتبع رأي الشيخ قبلك فلنعم ذو الرأي كان!! (?)

هذا عمر رضي الله عنه!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015