الملكة الزباء

أنفي، وخذ مالي وعبيدي وضياعي ودوري. فقال له عمرو: إني لا أجزم على ذلك، فلم يبرح به قصير حتى أطاعه وجدع أنفه وأخذ ماله.

فخرج قصير إلى الزباء فشكا عليها ما فعل عمرو، فقربته، وأدنته، لإاشار عليها أنْ تعطيه ملا يتجر فيه ففعلت، وكان يتجر إلى أسواق العراق، ويأمر إلى عمرو أنْ يمده بالأموال، وهو يزوده على مال الزباء، فكان يأتيها بأضعاف مالها، ويأتي بهدايا العراق وطرائفه العجيبة. ثم أنَّه أمر إلى عمرو أنْ يأتي إليه بالرجال ففعل، فحملهم على الإبل ومعهم السلاح، وسار بهم حمير دخل المدينة، وهم في الغرائر على الإبل ومعهم السلاح، فلما دخلوا طعن البواب غرارة على بعض تلك الإبل بخلال ك في يده فضرط رجل من تلك الغرار لمّا أصابه البواب بذلك الخلال، فصاح البواب؛ ووثب الرجال الذين هم على الإبل وفي أيديهم السلاح، وقد كانت الزباء نظرت الإبل قبل دخولها فقالت:

ما للجمال مشيها رويدا ... أجندلا تحمل أم حديدا

أم صرفاناً شديدا ... أم الرجال جثما قعودا

وكان قد صور للزباء صورة عمرو، فلما دخل إليها عمرو؛ قلعت فص خاتم كان في يدها، وكان تحته السم فمصته، وقالت: بيدي لا بيدك يا عمرو؛ فلما مصت السم ماتقبل أنْ يصل اليها، فملك عمرو بلادها مع بلاده، وأخذ منها بثأر خاله

قال نشوان:

والحرة الزباء سيق لها الردى ... بيدي قصير الخسر لا الأرباح

قتلت جذيمة وهو خاطبها ولم ... تفعل كفعل نضيرة وسجاح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015