بن مازن بن لأي بن هوثر بن عمليق بن السميدع بن
الصوار بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير الأكبر. وكانت العمالقة ملوك الشام، وكانت الزباء في حصن عظيم منيع، فلم يقدر عليها جذيمة الأبرش فأقامت الحرب بينتهما مدة من الزمان، ثم إنَّ الزباء أرسلت إلى جذيمة تطلب عليه نكاحها وأن يجمع ملكها إلى ملكه، وسميت الزباء لكثرة شعرها، وكذلك يقال: رجل أزب أي كثير الشعر. فأجابها جذيمة إلى ذلك. ثم أنَّه تجهز للمسير إليها فنهاه وزيره قصير بن عمرو اللخمي فقال: أيّها الملك، إنَّ العروس تزف إلى البعل، فإنَّ كانت صادقة أتت إليك. فلم يقبل منه جذيمة وسار إليها حتى قرب من حصنها ومدينتها، فلقيه جنودها، فقال قصير: أيّها الملك، قد عصيتني فيما مضى، وان معي رأياً فيما بقى، قال: وما هو؟ قال إنْ رأيت جنودها أحاطوا بك، فإني معرض لك فرسك العصا فانج عليها، وإن لم يحيطوا بك، وساروا بين يديك، فليس عندهم بأي. فأحاطت جنود الزباء بجذيمة الأبرش، فعرض له قصير العصا، فشغل عن ركوبها، فركبها قصير فنجا عليها، وأحاطت جنود الزباء بجذيمة الأبرش، فقبضوا عليه، فنظر إلى قصير والفرس تهوي به كالريح فقال: ما ضل من تهوى به العصا؛ أي ما ضل عن الرأي، فأرسلها مثلاً؛ قدموا به إلى الزباء، فكشفت شعر عانتها وقد طال طولا عظيماً لترك التعهد لنفسها، وعظم الحزن على ابيها، فلما كشفته، قالت: أتراني ذات بعل يا جذيمة؟ ثم أمرت بطشت لدمه فقطعت رواشيه: أي فصدت عروق يديه؛ وقالت: احتفظوا بدم الملك. فقال جذيمة: دعوا دماً ضيعه أهله، فأرسلها مثلاً أيضاً، وولى الأمر بعد جذيمة أبن أخته عمرو بن عدي بن مالك بن نصر بن أنمار بن لخم، جد آل المنذر؛ واتخذ قصيراً وزيراً لا يعمل إلاّ برأيه فقال قصير: إنَّ أطعتني أخذت بثار خالك من الزباء، فقال له عمرو: لا أخالفك في رأي، فقال له قصير: اغضب عليّ، واجدع