أيها الناس، أين الآباء والأمهات، والإخوة والأخوات، والأبناء والبنات. أما ترون آيات بعد آيات، وأموات بعد أموات، إلاّ وإنْ علم الغيب باطن، وبناء الخلق ظاهر، اضمحلت الأشخاص وذهبت، وعادت العظام رميا وبعثت، كلا ليصلن كل عامل عمله، كلا بل هو إله واحد، ليس بمولود. . . . . . . والد، أسكنهم التراب وإليه المآب.

أما بعد، فإنَّ الحي حكم بالموت. أيها الأشهاد، أين ثمود وعاد. . . . . . الآباء والأجداد أين الظالم والمظلوم، أين الحس الذي لم يسكن؟ هل تدرون أين ذهب أبرهة ذو النار وعمرو ذو الأذعار؟ أم هل تدرون ما صار إليه عبادة الفتاح وأذينة الصباح، وجذيمة الوضاح؟. عزوا فقهروا، ونهوا وأمروا، وبنوا المصانع والآبار وجدلوا الأنهار، وغرسوا الأشجار، واستخدموا الليل والنهار هجمت الآجال دون الآمال. إلاّ وإنْ كل شيء إلى زوال. وأنشأ يقول:

قد كنت أسمع بالزمان ولا أرى ... أنْ الزمان يطيق نتف جناحي

فأراه أسرع في حتى أصبحت ... بيضا متون عوارضي وصفاحي

وأنا الكبير بسنة في قومه ... هيهات كم ناسمت من أرواح

صافحت ذا جدن فأدرك مولدي ... همرو بن شمر إذ سقى بالراح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015