ملتقي اهل اللغه (صفحة 8154)

تراجم القراء السبعة ورواتهم

ـ[عائشة]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 03:04 م]ـ

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

تراجم القراء السَّبعة ورواتهم

الحمدُ لله ربِّ العالَمين، والصَّلاةُ والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسَلين، نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

جَزَى اللهُ بِالْخَيْرَاتِ عَنَّا أَئِمََّةً * لَنَا نَقَلُوا القُرْآنَ عَذْبًا وَسَلْسَلاَ

فَمِنْهُمْ بُدُورٌ سَبْعَةٌ قَد تَّوَسَّطَتْ * سَمَاءَ الْعُلا واَلْعَدْلِ زُهْرًا وَكُمَّلاَ

لَهَا شُهُبٌ عَنْهَا اسْتَنَارَتْ فَنَوَّرَتْ * سَوَادَ الدُّجَى حَتَّى تَفَرَّق وَانْجَلى

وَسَوْفَ تَرَاهُمْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ * مَعَ اثْنَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ مُتَمَثِّلاَ

تَخَيَّرَهُمْ نُقَّادُهُمْ كُلَّ بَارِعٍ * وَلَيْسَ عَلَى قُرْآنِهِ مُتَأَكِّلاَ

أمَّا بعد:

فهذه تراجِم للقرَّاء السَّبعةِ ورواتهم -رحمهم الله-، استَقَيْتُها -مع الاختصار- من " سِيَر أعلام النُّبلاء "، و" معرفة القُرَّاء الكبار " للحافظ الذَّهبيِّ -رحمه الله-.

أسأل الله -تبارك وتعالى- أنْ ينفَعَ بها.

وسأذكرُ -إن شاء الله- هؤلاء القرَّاء السَّبعة ورواتهم على التَّرتيب الَّذي جاء في منظومة " حرز الأماني " للشَّاطبيِّ -رحمه الله-.

واللهَ أسأل التَّوفيق والسَّداد.

فَأَمَّا الْكَرِيمُ السِّرِّ في الطِّيبِ نَافِعٌ * فَذَاكَ الَّذِي اخْتَارَ الْمَدينَةَ مَنْزِلاَ

وَقَالُونُ عِيسى ثُمَّ عُثْمانُ وَرْشُهُمْ * بِصُحْبَتِهِ المَجْدَ الرَّفِيعَ تَأَثَّلاَ

ـ 1 ـ

نافع

هو نافع بن عبد الرَّحمن بن أبي نعيم اللَّيثيُّ مولاهم، المُقرئ المَدَنيُّ، الإمام، حبر القرآن، أبو رويم -ويقال: أبو الحسن، ويقال: أبو نعيم، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله بن عبد الرحمن-.

أصله مِن أصبهان.

وُلِدَ في خلافة عبد الملك بن مروان سنة بضع وسبعين، وجوَّد كتاب الله على عدَّة من التَّابعين؛ بحيث إنَّ موسى بن طارق حكى عنه، قال: قرأتُ على سبعين من التَّابعين.

قال مالك -رحمه الله-: نافع إمام النَّاس في القراءة.

وقال سعيد بن منصور: سمعت مالكًا يقول: قراءةُ نافع سنَّة.

وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أيُّ القراءة أحبُّ إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإنْ لَمْ يَكُنْ؛ فقراءة عاصم.

ورُوِيَ أنَّ نافعًا كان إذا تكلَّم توجد مِنْ فيه ريح مسكٍ؛ فسُئِلَ عنه؛ فقال: رأيت النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في النَّوْمِ تَفَلَ فِي فِيَّ.

وقال اللَّيث بن سعد: حججتُ سنة ثلاث عشرة ومئة، وإمامُ النَّاس في القراءة بالمدينةِ: نافع بن أبي نعيم.

وقيل: كان أسود اللَّون، وكان طيِّب الخُلُق، صاحب دعابةٍ، يُباسط أصحابه.

وَلَمَّا حَضَرَتْه الوفاة؛ قال له أبناؤه: أوْصِنَا؛ قال: " اتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ".

توفي سنة تسع وستِّين ومئة.

ـ أـ

قالون

هو أبو موسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى الزّرقيُّ، مولى بني زهرة، قارئ أهل المدينة في زمانه، ونحويُّهم.

قيل: إنَّه كان ربيبَ نافع، وهو الَّذي لقَّبه قالون؛ لجودة قراءته، وهي لفظة روميَّة، معناها: جيِّد.

لم يَزَلْ يقرأ على نافع حتَّى مهر وحذق.

وقد كان شديد الصَّمَم؛ فكان ينظر إلى شفتي القارئ؛ فيردّ عليه اللَّحنَ والخَطأ.

مات سنة عشرين ومئتين، عن نيِّف وثمانين سنة.

ـ ب ـ

وَرْش

شيخ الإقراء بالدِّيار المصرية، أبو سعيد وأبو عمرو عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو، وقيل: اسم جدِّه عديّ بن غزوان، القبطي، الإفريقي، مولى آل الزبير.

قيل: ولد سنة عشر ومئة.

قرأ القرآن، وجوَّده على نافع عدَّة ختمات، في حدود سنة خمس وخمسين ومئة.

ونافع هو الَّذي لقَّبه بِوَرْشٍ؛ لشدَّة بياضه، والوَرْش: شَيءٌ يُصْنَعُ مِن اللَّبَنِ. ويُقال: لَقَّبَهُ بالوَرْشان، وهو: طائر معروف، فكان يقول: " اقرأ يا ورشان، وهاتِ يا ورشان "، ثم خُفِّفَ، وقيل: وَرْش. وَكَان لا يكرهُه، ويُعْجِبُه، ويقول: أستاذي نافع سَمَّاني به.

وكان أشقر، أزرق، رَبْعة، سمينًا، قصير الثياب، ماهرًا بالعربيَّة، انتهت إليه رئاسة الإقراء في الدِّيار المصريَّة في زمانه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015