ـ[أبوأوس الشمسان]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 05:04 م]ـ
البسملة1
إنّ سعي جامعة الملك سعود في سبيل الجودة أمر محمود يشكر عليه معالي مدير الجامعة عبدالله العثمان وكل القائمين على تنفيذ مقتضيات الجودة، ولكن الأمر المحير أن تتخذ الجامعة من الإجراءات التي لا يظنها المراقب الحصيف من الجودة؛ لأن الجودة لا تعني أن تحارب أهم رموز الهويته الوطنية وهي اللغة القومية. أن تكون واجهة موقع الجامعة باللغة الإنجليزية وتكون النسخة العربية مجرد خيار في تلك الصفحة هو لون من التغريب لا شك فيه، وأن تحول الجامعة مقرر (101عرب، المهارات اللغوية) ومقرر (103 عرب، التحرير العربي) من مقررين إلزاميين لطلاب الجامعة إلى مقررين اختياريين هو تنحية للعربية وتحييد لها وبتر لآخر صلة لطلاب الجامعة بلغتهم في حين أنها تلزمهم بدراسة ثمانية ساعات للغة الإنجليزية، أليس هذا سعيًا حثيثًا نحو التغريب؟ وأن تصر الجامعة على تعليم الطلاب في الكليات العلمية باللغة الإنجليزية هو إصرار على التغريب. قد يقول قائل إن لغة العمل في البلاد هي اللغة الإنجليزية، وهذا هو واقع الحال الأليم، نعم هذا ضد السياسة اللغوية التي تسعى الدول إلى انتهاجها، فكل أمة لها سياسة لغوية تسعى فيها إلى تعزيز مكان لغتها وتحسن تعليمها وتمكنها من ميادين العمل ولا تقصيها لتغزوها لغة أخرى في قعر دارها.
كانت اللغة العبرية في عداد اللغات الميتة في سنوات مضت، ولكنها اليوم لغة العلم والعمل في إسرائيل. ونحن اليوم نحيد لغتنا ونعطل إمكاناتها بحجج واهية لا تثبت عند التمحيص، عقدت مؤتمرات كثيرة ودارت ندوات كثيرة وألقيت محاضرات كثيرة كلها تلتقي في أهمية أن توضع العربية موضعها من حياة الناس في العمل والتعليم والإعلام.
وإن يكن القطاع الخاص يستسهل استعمال اللغة الأجنبية لكثرة الأجانب العاملين فيه ولكثرة تعامله مع الاقتصاد العالمي فإن الأجهزة الحكومية وعلى رأسها الجامعات غير معذورة في تخليها عن اللغة القومية.
يشهد العالم اليوم إقبالا شديدًا على تعلم العربية في أوربا وآسيا وأفريقيا والأمريكتين، ولكنا في المقابل نجد من أهل هذه اللغة ازورارًا عنها وارتماء في حضن اللغات الأجنبية مضحين بما تمثله هذه اللغة من تراثهم وما تمثله من هوية تخصهم.
وإني لأرجو أن يتدخل مدير الجامعة فيعيد الأمور إلى نصابها، وأن يضع العربية في موضعها الذي يليق بلغة القرآن وبلغة أمة تريد أن يكون لها منزلة بين أمم هذه الأرض وأن لا تذوب في غيرها فتكون تاريخًا عفا عليه الزمن.
وإني لأرجو من هذا المدير الجريء الطموح أن ينقل الجامعة نقلة نوعية بتعريب تعليمها، وهذا أحسبه أول طريق الجودة، قد يكون الأمر شاقًّا محفوفًا بالعقبات ولكني أحسبه قادرًا على تجاوز ذلك لما تنطوي عليه نفسه الكريمة من رغبة قوية صادقة في الخير.
ـ[أم. ليلى]ــــــــ[24 - 03 - 2009, 01:09 م]ـ
الله المستعان أحيانا نشعر أننا كلما زدنا خطوة للأمام رجعنا خطوتين إلى الوراء ...
والأمة العربية صارت تتخبط في سياساتها ولا تدري هل تستعيد هويتها أم تنجر وراء الآخرين ...
فحسبنا الله ونعم الوكيل
مع أن الأمة لها طاقات هائلة في أبنائها ...
فأين الخلل؟؟؟
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 12:19 ص]ـ
نرحِّب بالأستاذ الدكتور أبي أوسٍ ضيفًا على هذا الملتقى.
وقد أحسنَ ما شاءََ أن يحسِنَ في مقاله هذا؛ فهو كلامُ غيورٍ على لغتِه، محبّ لها. وليت كثيرًا من المتخصصين في اللغة ينهضون بواجب النصح كما فعَلَ. ولي تعقيبٌ على هذا المقال أنشرُه في حينه إن شاء الله تعالَى.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[25 - 04 - 2009, 05:53 م]ـ
هذا حدث يؤسف عليه أشد الأسف؛ لأن جامعة الملك سعود من أهم معاقل العربية وقلاعها الحصينة في العالم منذ زمن بعيد، فكيف يحدث فيها هذا الذي ذكر الأستاذ الدكتور؟!
أسجل كثير شكري ودعواتي بصلاح الحال في الدارين للأستاذ الدكتور الغيور على لسان أمته أبي أوس الشمسان، على إثارته هذا الأمر هنا وهناك؛ إذ لا يجوز السكوت على مثل هذا في منبت العربية ومهبط الوحي بالكتاب العربي المبين، فأين تكون العناية بالعربية إن تكن هنا؟
شيخنا الكريم أبا أوس بارك الله فيك وجزاك خيرا وجعل ماكتبه هنا في ميزان حسناتك.
ولا بد من تحرك كل غيور على هذا اللسان، فماذا نحن فاعلون؟
من أهم الأمور عندي مقابلة المسئولين وسؤالهم عن دوافع مثل هذه القرارات وأسبابها، وهل هي سياسات عليا لا يجوز الاعتراض عليها نظاما أو هي تصرفات واجتهادات فردية من بعض صغار المسئولين يمكن الأخذ والرد معهم؟
فإذا كانت الأخرى أمكن الاتصال بالخطباء في المساجد والمسئولين في المؤسسات الإعلامية والصحفية وغيرها ومناقشتهم بالحسنى وبيان مخاطر مثل هذه القرارات على هوية الأمة ودينها وتاريخها. وإن تكن الأولى فلله الأمر من قبل ومن بعد.
¥