ملتقي اهل اللغه (صفحة 6009)

د. مازن المبارك: «قاموس العامية ردّة ثقافية»

ـ[رائد]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 07:51 ص]ـ

د. المبارك: «قاموس العامية ردّة ثقافية»

الفرنسيون لطيفون ودمثون و «دبلوماسيون» هذا ما يؤكده د. مازن المبارك عضو مجمع اللغة العربية بدمشق وإن جاء هذا «التأكيد» تزامناً مع احتفالات «الفرانكفونية» في عيدها الأربعين إلا أن مناسبته الإعلان عن مشروع إنجاز «قاموس العامية السورية» الذي يعمل عليه- بحماسة- جيروم لانتان أستاذ «اللغة العربية العامية» في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس الملحق حالياً بالمعهد الفرنسي للشرق الأدنى بدمشق وذلك بالاشتراك مع زميله السوري كلود سلامة ومنذ سنوات ..

وللتعريف بالمشروع ومراحل عمله و «متعة ومصاعب تأليف قاموس العامية السورية» ألقى لانتان محاضرة نظمها مؤخراً المركز الثقافي الفرنسي بدمشق تحدث فيها عن المشروع/ القاموس وعن الهدف الأساسي من المعجم وعن «العامية السورية» وعن جهود يبدو أن السيد لانتان انفق سنوات من عمره لتكلل «بنجاح» .. !!

الإعلان عن المشروع وبهذه الحماسة والتوقيت أثار حفيظة اللغويين والمجمعيين والمهتمين باللغة العربية وتمكينها والغيورين عليها ومن بينهم د. مازن المبارك أستاذ العربية الذي يقول لـ «الوطن»: في الوقت الذي تسعى الحكومة والوزارات لتمكين اللغة العربية عملاً بتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، وفي الوقت الذي تتداعى المراكز الثقافية السورية لإقامة المحاضرات والندوات لتمكين العربية وفي أوج هذا النشاط العربي اللغوي القومي يفاجئنا المركز الثقافي الفرنسي بانطلاقة مشروع قاموس العامية السورية!!

ويعد د. المبارك هذا المشروع «عملاً مشجعاً ليس فقط للعامية السورية بل للعاميات في البلدان العربية الممزقة للشعوب العربية» وتوقيت إعلانه «بعيد عن الذوق» متسائلاً: كم معجماً للهجات المحلية ألّف «العلامة اللغوي» لوطنه ولأمته الفرنسية؟ معقباً: هل تسمح الحكومة الفرنسية لمواطنيها باستعمال اللهجات المحلية، متوقفاً عند عبارة وردت في أول بيانات الثورة الفرنسية تقول: «أيها المواطنون ليدفع كلاً منكم تسابق مقدس للقضاء على اللهجات في جميع أقطار فرنسا، لأن تلك اللهجات رواسب من بقايا عهود الاقطاع والاستعباد» ويتساءل د. المبارك: هل نسي صاحب قاموس العامية نداء الراهب غريغوار الذي دعا فيه إلى محاربة اللهجات المحلية ونشر اللغة الفرنسية الفصيحة بين جميع المواطنين؟!

ويبدي عضو مجمع اللغة العربية استغرابه كيف أن العامية في فرنسا «جريمة» يعاقب عليها القانون وهي في البلدان العربية والإسلامية «علم ولغة وإبداع»!! متعجباً: من أين جاء «هذا العلامة اللغوي» بنظرية «أن دراسة اللغة العامية تسبق دراسة اللغة الفصحى»؟! ويعقب د. المبارك: في دمشق مدرسة فرنسية افتتحها مؤخراً رئيس الجمهورية الفرنسية فهل يبدؤون بتعليم اللهجات الفرنسية المحلية فيها قبل الفرنسية الفصيحة؟! وهل المليون سوري الذين يتقنون الفرنسية يعرفون لهجاتها أم لغتها الفصيحة؟!

ويرى د. المبارك أن العامية واقع لا يمكن إنكاره لكن ثمة فرق كبير بين هذا الواقع وبين أن نجعله «قانوناً» ونضع له «القواعد والمعاجم» متوقفاً عند كلام يتعلق بالعربية الفصيحة سمعه من المستشرق الفرنسي الكبير جاك بيرل في جامعة قطر منتصف السبعينيات: «لقد كتبت أن اللغة العربية الكلاسيكية، نعم الكلاسيكية بالذات، أعني الفصحى هي التي بلورت الشعب الجزائري وكانت من أقوى أسلحة المقاومة التي حررت الشعوب المغربية».

ويشدد د. مازن المبارك عضو مجمع اللغة العربية والأستاذ المعروف بالتأكيد: «نرفض العامية مكتوبة ونرفض ترسيخها ومعجمها ونرى في تشجيعها نكسة قومية وتمزيقاً لوحدة العرب» مناشداً السيدة نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية ولجنة تمكين اللغة العربية ومجمع اللغة العربية والجهات المعنية في وزارات التربية والثقافة «الوقوف في وجه هذا المشروع» لأنه «ردّة ثقافية وقومية ووحدوية» ...

الوطن السورية - 5/ 4/2010

ـ[حنان]ــــــــ[03 - 09 - 2011, 03:05 م]ـ

بوركتَ على هذه المشاركة المفيدة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015