إن الأمم كل الأمم تسعي لحماية لغتها وتفخر بها - على ما قد يعتورها من عيوب - وتمنع أهلها من الحديث أو الكتابة أو التعلم بغيرها فحين تجدنا فى مصر ومعظم الأقطار العربية نلهث لتعلم العلوم بلغات أجنبية فظهر ما يعرف بمدارس اللغات وسارع علية القوم والموسرين منا لتعليم أولادهم بهذه المدارس وبهذه اللغات ولسبب ما أعجز عن إيجاد تفسير حسن النية له صارت الشركات الحكومية الخاصة تميز خريجي هذه المدارس والجامعات عن خريجي الجامعات والمدارس العربية وبهذا تدهور حال المدارس العربية والجامعات العربية وترعرعت المدارس الأجنبية ومدارس اللغات
وصار التحدث بالإنجليزية أو الفرنسية رفعة لصاحبها ووسيلة من وسائل التفاخر وتعالى وصارت هواتفنا النقالة معدة بلغات أجنبية على الرغم من أن الشركات المنتجة لهذه الهواتف قد أحترمت ثقافتنا ووضعت بهواتفها إمكانية الإعداد باللغة العربية وواأسفا عزف أهل العربية عنها وحتى الجهاًل الذين لا يجيدون الإنجليزية أو الفرنسية صاروا يكتبون العربية بحروف إنجليزية بشكل قمئ مقزز فلا حول ولا وقوة إلا بالله
لذا فأنا أرى تبني حملة كبرى من كل غيور على اللغة العربية لإعادة اللغة العربية إلى موقعها الذي كانت عليه عندما كان العالم يحدث العربية وكانت هي سيدة اللغات وأنا أري السبيل إلى ذلك لا يتأتي إلا باتباع نهج الأولين من علماء أمتنا حيث نشطت حركات الترجمة لكل العلوم المعاصرة لهم إلى اللغة العربية وتم تدريس تلك العلوم بالعربية وبالتالى صار بوسع طالب العلم العربي تحصيل العوم بسهولة ويسر ومن ثم أمكنه إثراء المحتوى الإنساني بتطوير تلك العلوم والإضافة إليها
أى باختصار يجب علينا العمل على
1 - الحرص على تعلم العربية وتعليمها لأبنائنا وفى مدارسنا وجامعاتنا
2 - الحرص على تعريب العلوم المعاصرة الحديثة إلى اللغة العربية من خلال الأهتمام بالترجمة أهتماما شديدا فوالله إن الترجمة هي قنطرة الأمم نحو بناء الحضارات
3 - نشر الأبحاث العلمية فى البلاد العربية باللغة العربية أولا قبل ترجمتها إلى اللغات الأجنبية
4 - الاعتماد فى الأبحاث العلمية التى تجرى عندنا على المراجع العربية أو على خليط من المراجع العربية والأجنبية مما يرفع أسهم جامعاتنا وأبحاثنا على المستوى العالمي
5 - إنشاء دوريات علمية فى كل المجالات باللغة العربية والسعي الجاد لنشر وتعظيم دور هذه الدوريات من خلال عمل مسابقات للأبحاث المنشورة فى هذه الدوريات وعمل جوائز للأبحاث الفائزة لحث الجامعات العالمية والباحثين العالميين لنشر أعمالهم عندنا فى دورياتنا العربية
وبذلك نكون قد دفعنا علماء العالم لتعريب أحدث ما وصلوا إليه من علوم بأنفسهم
ولن يتأتي ذلك إلا بالحرص على رفع مستوي جامعاتنا ووضع معايرر عالية لقياس جودة العملية التعليمية (ربما تفوق المعايير الدولية) فوالله لو أحسنً العمل لحسنت النتائج
وليكن العمل نحو تلك الغاية عمل منظم مدروس بعناية وتوضع له الأهداف بشكل واضح ونسعي لتحقيقها بمثابرة وعمل دؤوب
والله الموفق وهو من وراء القصد وفى انتظار تعقباتكم
ـ[أبو مالك الدرعمي]ــــــــ[19 - 04 - 2011, 11:40 ص]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك فيك وتقبل منك.
------------------
الشعر العامي
هذا النوع من الشعر خاصٌ بالمجتمع الذي كُتب فيه،
فالشعر الخليجي لا يقرؤه إلا أهل الخليج، والشعر المصري لا يفهم مفراداته الدقيقة إلا من يعيش في المجتمع المصري، وكذلك الشعر اليمني والشامي والمغربي والسوداني ... الخ.
ولهذا فأنت لا ترى شاعرًا عاميًّا مشهورًا على مستوى العالم العربيِّ، يُردد أشعاره مختلف الطوائف؛ لأنه لا يفهمه إلا من يتكلم بلهجته، ولذا لا يعرفه إلا أهل منطقته، باستثناء مجموعة قليلة ارتفع شأنهم، واشتهر اسمهم بسبب التلميع الاعلاميِّ.
والشاذ لا حكم له وهذه حالات فريدة لا تُذكر، ولا تُمثل قاعدة، فالأصل الفصحى.
نجيب محفوظ - على ضلاله - هو أبو الرواية العربية الحديثة، والذي لم يكتب في سرده كلمة واحدة بالعامية، كما لم ينطق شخص في رواياته باللهجة العامية.
وزعيم القصة القصيرة يوسف إدريس؛ انحاز بشدة للفصحى وأبدع بها وأكثر من استخدامها في كتاباته.
إن دعاة العامية عاجزون، ولو ملكوا حاسّة الذوق الرفيع لعلموا أنها الابتذال والتدني.
للفصحى تأثيرها البليغ فى نفوس المتكلمين والسامعين، وهي المثل الكامل للغة الإنسانية الكريمة، التي تملك القدرة الكاملة على مسايرة التطور البشري، والانسجام مع معطيات ذلك التطور، إلى جانب امتيازها بعمق الجذور وثبات الأصول.
واللغة - وأيّ علم من العلوم - لها أصول وقواعد، وعند تضييع هذه الأصول وتلك القواعد تحت دعاوى صعوبة اللغة أو التسهيل للناس؛ يتم مسخ اللغة والاستعاضة عنها بأصوات هزيلة متبذلة، يُقال لها العامية، وتحل محل الفصحى لهجات سوقيّة، وساعتها سنعايش مرحلة من التوحُّش اللغويّ الفظ، ونفقد السمو في التعامل مع لغة راقية.
والذين يدعون إلى العامية يستعملونها في الأغاني والضحك وكلام يرقصون عليه لا يليق بالفصحى.