فالشاب لا يعرف عن أمته شيئا غير حاضرها الأليم .. ولم يصل إليه شيئ من الإسلام غير ذلك الجانب المنقوص الذي يراه في سلوك بعض أتباعه .. وبالتالي فليست لديه أرضية راسخة يرتكز عليها ..
إنه لم يرى الإسلام العزيز ..
لم يرى الإسلام الشامل الذي يهيمن على حياة البشر كلها ... ويديرها بكفاءة منقطعة النظير بقانون معصوم لا يتطرق إليه الخطأ أو النقصان ...
لم يرى الإسلام وهو يدير شؤون الدولة وسياستها الخارجية والداخلية ...
لم يعلم شيئا عن الإقتصاد الإسلامي
ولا عن نظام الإسلام الإجتماعي
ولا نظامه العلمي .. أو الفكري .. أو حتى العسكري
في حين أن ثقافته الضحلة عن تاريخ أمته جعلته لا يعرف الكثير عن مجد أجداده وبراعتهم في شتى الميادين .. حتى لم يعد يرى أمامه مثلا يحتذى به ..
ومع انحطاط فطرته بمرور الوقت وصل به الحال - والعياذ بالله - إلى أن يتخد مثله العليا من الزانيات والزناة الملتمعون تحت الأضواء الباهرة.
ومن هنا فأنا ألتمس لهم بعض العذر أحيانا
ودورنا لحل هذه المشكلة تكمن - والله أعلى وأعلم - في تبصرة الشباب بدينه حق التبصرة , بكل ما فيه من شمول لمناحي الحياة
فلابد أن يفهم الشاب أنه بالإمكان تحقيق أي طموح بناء من خلال الإسلام كما فعل أجداده وأسلافه
فكما ينبغي أن يكون له حظ من العلم الشرعي الواجب , فإنه يستطيع أن يكون عالما في أي مجال نافع
يستطيع أن يكون مهندسا بارعا أو أديبا فطحلا
بل إن دينه يوجب عليه أن يسعى لأن يكون الأول دائما في كل المجالات النافعة لكي يرفع شأن أمته ..
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن الله تعالى يحب معالي الأمور .. ولا يحب أن يكون المسلم في آخر الركب ..
وفي نفس الوقت , فإنه يستطيع أن يرفه عن نفسه ويمزح ويمرح ويحب ويتمتع بكل ما في الحياة , أيضا من خلال الإسلام
وعندما تسيطر هذه الفكرة على روحه ووجدانه سوف يشتد عوده وتثبت قدمه على أرض راسية .. وسوف يرى ما فيه الغرب من العفن والحيوانية القذره
وعندها يعتز بإسلامه ولا يفخر بسواه
ويعتز بلغته بالتبعية
آسف للإطالة , ولكن الأمر مهم
.