ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 11:02 ص]ـ
قصيدة وشاعر
في اتصال هاتفي بأستاذي العلامة الأستاذ الدكتور/ بابكر البدوي دشين؛ للاطمئنان على صحته، قلت له: ألم تسمع ما فعل الدنماركي الوقح؟ فرد: هل عندك ورقة وقلم؟ قلت: نعم، فقال: اكتب: يا شاتم المختار إنك نادم! فقاطعته على غير عادتي معه، سائلا: ماذا؟ وكأني لم أستحسن المطلع، فانتبه لذلك، فأعاد ثم واصل:
يا شاتم المختار أنفك راغم مهما ادعيت فأنت وغد واهم
هذي رسوم كنت فيها باغيا لا فن فيها يرتضيه الراسم
شاهت رسومك فهي عار في الورى وكبائر تبقى لكم وعظائم
إذ أنت مغمور تريد بنشرها صيتا فصيتك سبة وشتائم
صيت ضررت به بلادك لم يكن فيها لمثلك وازع أو لائم
يا أمة الدنمرك أين رموزكم أهل السياسة أين أين الحاكم؟
أوتسمحون بأن تهان عقائد ويصان عندكم السفيه الحالم؟
هذا بلاء جاءكم، في طيه كرب تحل بأرضكم ومغارم
أرض الحجاز تحركت وتحركت أمم عليكم موجها متلاطم
أتباع أحمد قاطعوا إنتاجكم والكل منكم بعد هذا ناقم
فكلوا-خبيثا- زادكم إذ لم يكن فينا له من بعد هذا طاعم
سب الرسول أحاله في لحظة قذرا يحيط به الذباب الحائم
عفت نفوس المسلمين لبانكم ما عندهم بطن لخبث هاضم
يا أمَّة الدنمرك هذا ردنا فلتسمعوا، رد سريع حاسم
ما بيننا بعد الإهانة والأذى إلا التي يصلى لظاها الظالم
فإن اعتذرتم للنبي فعنده للتائبين النادمين مراحم
إن اعتذاركم سينفعكم، فما في رفضه صلفا هدى ومغانم
أوتجهلون مقام أحمد إنه خير الأنام وهو الرءوف الراحم
هو صاحب الخلق العظيم معظم من ربه وهو النبي الخاتم
ومهاجر لله هجرة صابر ما رده عنها العدو الغاشم
ذو هيبة، لكنه متواضع ومجاهد عِفُّ السلاح مسالم
لم يؤذ مخلوقا ولم يعهد له فحش ولا كلم بذيء كالم
رويت له دون البرية سيرة فيها لمن رام النجاة معالم
فيها فضائله وفي آياتها سنن له محمودة ومكارم
صحت وقائعها وبان كماله فيها فريدا ليس ثم مزاحم
أيهان من أخلاقه وصفاته عظمت فلم يدرك مداها الناظم
صلى عليه الله ما هبت صبا أو سح غيث مستهل ساجم
أو أرقلت إبل إلى أعطانها أو غردت فوق الغصون حمائم
منا السلام له ومنه لآله ولصحبه من آزروه وهم هم
وهي قصيدة طويلة، فيها دفاع محمود عن النبي-صلى الله عليه وسلم- ورد قوي على الرسوم الشوهاء التي تحاول –عبثا- النيل منه، وأنى لها؟! وقد اكتفيت بهذا القدر منها، ولم أذكر منها بعض الأبيات التي أشاد فيها بموقف بعض الشعوب الإسلامية وزعمائها المنكرين لتلك الرسوم السيئة وندد بموقف بعض الدول الأوربية وزعمائها من تلك الحاثة المشينة:
رحم الله الأستاذ الدكتور دشينا، فقد كان شاعرا مفلقا وأديبا عالما معلما مربيا. حصل على درجة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة الخرطوم عام 1977م، ودرَّس العربية في السودان ونيجيريا مدة مديدة، ثم في المدينة النبوية بجامعتها الإسلامية خمسة عشر عاما كان له فيها كثير من روائع الشعر في المدينة وجامعتها والدفاع عن مقام النبوية والانتصار لقضايا الأمة الكبرى، من نحو قوله في مطلع قصيدة طويلة له ودع بها المدينة النبوية والجامعة الإسلامية بها عند انتهاء عمله فيها:
لجامعة المدينة في فوادي * وشائج ألفة وعرى وداد.
ونحو قوله في مطلع قصيدة له أخرى عن صلته القوية بالنحو تعلما وتعليما:
صحبت النحو خمسا بعد عشر * بجامعة سمت في خير قطر
بجامعة المدينة حيث نسعى * إلى المختار في صبح وعصر
عليه صلوات ربي ما استهلت * روايا المزن بالخيرات تجري
وفي عام 1992م عاد إلى السودان، فكان العميد المؤسس لكلية اللغة العربية بجامعة أم درمان الإسلامية في السودان، وقد كانت اللغة العربية وآدابها قسما في كلية الآداب منذ أول يوم لتأسيس الجامعة في العام 1946م، فأسس لها كلية خاصة فيها أقسام كثيرة ودراسات عليا.
مات شيخي العلامة الأستاذ الدكتور/ دشين- نوَّر الله على ضريحه وأنزل عليه شآبيب الرحمة والغفران- صبيحة يوم الأحد 8/ 3 (ربيع الآخر) من عام 1429هـ الموافق له 17/ 3/2008م عن عمر يناهز السبعين، بعد ما قضى ما يزيد على ربع قرن في تعليم العربية ونشرها في مشارق الأرض ومغاربها، فخرج أعدادا لا يحصون من الطلاب والطالبات وأشرف على آلاف الرسائل للماجستير والدكتوراه وأسهم في إنشاء عشرات المؤسسات لتعليم علوم الإسلام والعربية، فرحمه الله بواسع فضله وأسكنه فسيح جناته.
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 06:10 م]ـ
الدُّكتورُ الفاضِلُ / سُليمان خاطِر ’’ أحسَنَ اللهُ إليهِ ‘‘
قَصيدَةٌ أبْلَغ مِنْ أنْ يَرُدَّ عَلَيْها جاهِلٌ مِثْلي!
فَصاحَةٌ وَمَنطِقٌ مِمَّا يُجبِرُ القارِئَ أن يَجولَ في خَيالِهِ مُتَمَنِّياً فُتاتاً يَقتاتُ عليهِ مِنْ العَلاَّمَةِ الأُستاذ الدُّكتور / باكِر البَدَوي دشين، عَليهِ شآبيبُ الرَّحَمةِ والغُفران.
أجَدْتَ النَّقلَ.
غَفَرَ اللهُ لي ولَك.
¥