يَظَلُّ يَخْلِجُ طَرْفَ العَينِ مُشتَرِفاً ... فَوقَ الأكامِ إذا مَا انتصَّ وارتَقَبَا
كَالسَمْعِ لَمْ يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَهُ ... وَلمْ يَدِجْهُ ولمْ يَضرِبْ لَهُ عَصَبا
عارِي النَواهِقِ لا يَنْفَكُّ مُقْتَعَداً ... في المُطنِباتِ كَأسرَابِ القطَا عُصُبا
تَرَى العَنَاجِيجَ تُمرَى بعدَ مالَغِبَتْ ... بالقِدِّ مَرْيَا ومَا يُمرَى ومَا لَغِبا
يُدنِي الفَتَى لِلغِنَى في الراغِبِينَ إذَالَيْلُ الِتمامِ أهَمَّ المُقْتِرِ العَزَبا
حتَّى يُصادِفَ مالاً أو يُقالَ فتىً ... لاقى اللّتي تَشعبُ الفِتيانَ فانشَعَبَا
إنَّ ابتِياعَكَ مَوْلَى السَوْءِ تسألُهُ ... مِثلُ القُعُودِ ولَمَّا تَتَّخِذْ نَسبَا
إذَا افتَقَرْتَ نَأي واشتدَّ جَانِبُهُ ... وإنْ رَآكَ غَنيَّاً لانَ واقتَرَبا
وذُو القَرابَةِ عِندَ اللَيلِ تَطلُبُهُ ... هُوَ البَعيدُ إذَا ما جِئْتَ مُطَّلِبا
لا يَحملنَّكَ إقتارٌ على زُهُدٍ ... ولا تَزَلْ في عَطاءِ الله مُرتَغِبا
لا بَلْ سَلِ الله ما ضَنُّوا عَلَيْكَ بهِ ... ولا يَمُنُّ عَليكَ المَرءُ ما وَهَبا
ألا تَرى إنَّمَا الدُنيَا مُعلَّلةٌ ... أصحابُها ثم تَسري عنْهُمُ سَلبَا
بَيْنَا الفتَى في نَعيمٍ يطمئِنُّ بهِ ... ردَّ البَئِيسَ عليهِ الدَهرُ فانقلَبا
أو في بَئيسٍ يقاسيهِ وفي نَصَبٍ ... أَمسَى وقدْ زايلَ البأساءَ والنصَبا
ومن يُسوِّي قصيراً باعُهُ حَصِراً ... ضيقَ الخليقَةِ عَثّاراً إذَا ركِبا
بِذِي مَخارِجَ وضّاحٍ إذَا نُدِبُوا ... في الناسِ يَوماً إلى المَخشِيَّةِ انتَدَبا
لا تكُ صَبّاً إذَا استَغْنى أضَرَّ ولمْ ... يحفِلْ قرابَةَ ذي قُربَى ولا نَسَبا
الله يُخلِفُ ما أنفقتَ مُحتَسِبَاً ... إذا شَكرتَ ويؤتِيكَ الَّذي كَتَبا
مِثلي يَرُدُّ على العادي عدَاوَتَهُ ... ويُعْتبُ المرءَ ذَا القُربَى إذا عَتَبا
تَحمِي عليّ أُنُوفٌ أنْ أَذِلَّ وَلا ... يَحمي مُنَاوِئُهَا أنفاً ولا ذَنَبا
أَنَا ابنُ أعصُرَ يسمو للعُلى وتري ... فيمنْ أُقاذِفُ عن أعراضِهِمْ نَكِبا
إذَا قُتيبَةُ مدَّتني حَوالِبُها ... بالدُهْمِ تَسمَعُ في حافاتِها لَجَبا
مَدّّ الخليجِ تَرَى في مَدَّه تأقَاً ... وفي الغَواربِ مِنْ آذِيِّهِ حَدَبا
لايمنعُ الناسُ منّي ما أرَدْتُ ولا ... أُعطِيهُمُ ما أرادوا حَسْنَ ذَا ادَبا
لا يَخفضُ الحربُ للدُّنيا إذا استعرَتْ ... ولا تَبوخُ إذا كُنَّا لَهَا شُهُبا
حتَّى نَشُدَّ الأسَارَى بعدَ مَافزَعُوا ... مِنْ بَيْنِ مُتّكئ قَدْ فاظَ أوكَرَبا
سَائِلْ بناحيَّ عَليَاءٍ فقدْ شرِبُوا ... مِنَّا بِكأسٍ يستَمرِثوا الشُرُبا
إنَّا نَحُسُّهُم بالمَشرَفيّ وهُمْ ... كالهِيمِ تَغشي بايْدي الذادةِ الخَشَبا
ـ[رعد أزرق]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:18 م]ـ
قال بَعضُهُمْ:
كيفَ قرَيتَ ضيفكَ الأزَبَّا
لمَّا آتَاكَ بائِساً قِرشبَّا
يَنشِدُكَ الزادَ وكُنتَ لِزبَا
قُمتَ إليهِ بالقَفِيل ضَربَا
ضَرْبَ بَعيرِ السُوءِ إذْ أحبَّا
كأنَّما تُلْحِكُ فاهُ الزبَّا
ـ[رعد أزرق]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:23 م]ـ
قال الحَكَمُ الخُضْرِي:
إلي ابنِ بِلالٍ جَوْبَي البيدَ والدُّجَى ... بزيّافَةٍ إنْ تَسمعِ الزَجرَ تَغضبِ
إذا غَضِبتْ أنْ يُزجَرَ العِيسُ خَلفَهَا ... تُنَاطحُ مِنْ مِسمارٍ ساجٍ مُضبَّبِ
مُحنَّبةُ الرجلَينِ حَرفٌ كأنَّها ... قطاةٌ متَى يُتْمِمْ لها الخِمسُ تَقْرُبِ
إذا استودَعَتْ فَرْخينِ بَيْدَاءَ قَلَّصتْ ... سماويَّةَ المُمسَى نجاةَ التَقَلُّبِ
فَجاءَتْ مَعَ الإشراقِ كدراءِ رادةً ... فحَامَتْ قليلاً في مَعانٍ ومَشربِ
فلمَّا استقَتْ طارَتْ وَقَدْ تَلَعَ الضُّحَا ... بِشِرْبِ قَرَتْهُ في زُهيدٍ مُحَبَّبِ
فكرَّتْ فأمَّتْ حيثُ جاءَتْ كأنَّها ... دَلاءٌ هوَتْ مِنْ كفِّ ساقٍ ومُكْرِبِ
إذا استقبَلَتْها الريحُ صدَّتْ بخطمِها ... قليلاً وحثَّتْ مِنْ نَجاءٍ مُنحَّبِ
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[11 - 09 - 2008, 11:32 ص]ـ
البسملة1
http://www.ahlalloghah.com/clear.gif لدي اسفسارين لأخي رعد
أولاً: أُلاحظ أن أغلب كتاباتك بالتشكيل هل هناك برنامج يُشَكِّل لك كا نكتب مباشرة؟ وما هو؟ وهل يمكن - فضلاً - لا أمراً تزويدي به مشكوراً؟
ثانيا: قُمتَ إليهِ بالقَفِيل ضَربَا
ضَرْبَ بَعيرِ السُوءِ إذْ أحبَّا
كأنَّما تُلْحِكُ فاهُ الزبَّا
هل المقصود بآخر البيت (الذكر)؟
وشكر الله لك
ـ[رعد أزرق]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 12:41 م]ـ
أخي أبا عائشة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......... وبعد
أما عن اتفسارك الأول:
الشعر جميعه منقول من كتاب أصمعيات بتشكيله الذي أمامك.
وبالنسبة لإستفسارك الثاني: فقد ذكر في نقل آخر كما يلي:
كأنما تلحك فاه الربا ... وغير مشكل.
زَبَّتِ الشمسُ زَبّاً، وأَزَبَّتْ، وزَبَّبَتْ: دَنَتْ للغُروبِ، وهو من ذلك، لأَنها تَتَوارَى كما
يَتَوارَى لَوْنُ العُضْوِ بالشَّعر.
وفي حديث عُروةَ: يَبْعَثُ أَهلُ النار وَفْدَهُم فَيَرْجِعُون إِليهم زُبّاً حُبْناً؛ الزُّبُّ: جمع الأَزَبِّ،
وهو الذي تَدِقُّ أَعاليه ومَفاصِلُه، وتَعْظُم سُفْلَتُه؛ والحُبْنُ: جَمع الأَحْبَنِ، وهو الذي اجتمعَ
في بطنِه الماءُ الأَصفر. والزُّبُّ: الذَّكَرُ، بلغة أَهل اليَمَنِ، وخصَّ ابن دريد به ذَكَرَ الإِنسان،
وقال: هو عربي صحيح؛ وأَنشد:
قد حَلَفَتْ باللهِ: لا أُحِبُّهْ، = أَن طالَ خُصْياهُ، وقَصرَ زُبُّهْ
والجمع: أَزُبٌّ وأَزْبابٌ وزَبَبَةٌ. والزُّبُّ: اللِّحْيَةُ، يَمانِيَّةٌ؛ وقيل: هو مُقَدَّم اللِّحْية، عند بعض
أَهل اليمن؛ قال الشاعر:
ففاضَتْ دُمُوع الجَحْمَتَيْنِ بِعَبْرةٍ = على الزُّبِّ، حتى الزُّبُّ، في الماءِ، غامِسُ
قال شمر: وقيل الزُّبُّ الأَنْف، بلغة أَهل اليمن. والزَّبُّ مَلْؤُكَ القِرْبَةَ إِلى رَأْسِها؛ يقال: زَبَبْتُها
فازْدَبَّتْ.
¥