تُغني. ويا أسفا لو أنَّ يا أسفا تجدِي.
ـ[زاهر]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 05:52 م]ـ
مقامة الزهد
يا أبا القاسم ما لكَ لا ترفضُ هذهِ الفانيةَ رفضاً. ولا تنفضُ يديكَ عن طلبِها نفضاً. ألمْ ترَ كيفَ أبغضَها الله وأبغضَها أنبياؤهُ. ومقتَها أولياؤهُ. ولوْلا استيجابُها أن تكونَ مرفوضة لوزَنَت عندَ الله جناحَ بعوضةْ. إن راقَكَ رُواؤها الجميلُ فما وراءهُ مشوَّهْ. ما هَيَ إلا اسمٌّ ذُعافٌ بالعسل مموَّه. منغّصةُ المسارّ لمْ تخلُ من أذى. مطروقةُ المشارب لم تصفُ من قَذَى معَ كلِّ استقامةٍ فيها اعوجاجْ. وفي كلِّ دَعةٍ منَ المشقّة مِزاجْ. شهدُها مشفوعٌ بإبرِ النّحلِ. رُطبها مصحوبٌ بسلاّء النّخلِ. أمامَ الظفرِ بغنيمتها الاصطلاءُ بنارِ الحرْب. قبلَ اعتناقِ سيبِها معانقةُ أبناءِ الطعنِ والضرْب. اذكرِ المرْواني وما مُني به من خطّةٍ على رأسهِ مصبوبهْ، حين َغُصّتْ بحبةِ الرمّان حُبابتهُ المحبوبةُ. ثمَّ هَبها مُروَّقة المشاربْ. مصفّقةً من الشوائبِ. قدْ صفتْ لصاحبِها كلُّ لذَّة. وأظلّتهُ سحابةُ اللهوِ هاطلةً مُرذَّه. أما يكفي تيقُّنُ المسرورِ بزوالِ ما هو فيه منغّصاً لسرورِها. وزاجراً للعاقلِ أن يلوِي على غرورِها. بلى إنْ نزلَ اللبيبُ على قضيةِ لُبّه. إن دَعاهُ داعي الشهوةِ لم يلبّه. وهيهاتَ إنَّ مدعوَّ الهوى لمجيب. وإنَّ سهمَ دعوةِ الدَّاعي لمصيب. اللهمَّ إلا عبداً بحبلِ الله يعتصمْ. ويتمسّكُ بعروتهِ التي لا تنفصمْ.
طوبَى لعبدٍ بحبلِ الله معتصمهْ ... على صراطٍ سويٍّ ثابتٍ قدمُهْ.
رثِّ اللباسِ جديدِ القلبِ مُستترٍ ... في الأرضِ مشتهرٍ فوقَ السماءِ سِمُه.
إذا العيونُ اجتلتهُ في بذاذتهِ ... تعلو نواظُرها عنهُ وتقتحمهُ.
ما زالَ يستحقرُ الدُّنيا بهمتهِ ... حتى ترقَّتْ إلى الإخرى بهِ همَمُه.
فذاكَ أعظمُ من ذي التاج متّكئاً ... على النّمارقِ محْتَفاً بهِ حشمهُ.
ـ[زاهر]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 05:53 م]ـ
مقامة الإنابة
يا أبا القسم هل لكَ في جآذرِ جاسمْ. إنْ أنعمتَ فلا أنعمَ الله بالكْ ولا وصلَ حبالكْ. ولا فُضَّ فو مَن ماءَكَ بالحقِّ ونبّهكَ. وعضَّك بالملامِ ووعظك. أصبْوةً وحق مثلكَ أن يصحو لا أن يصبو أنزاعاً وقد حانَ لكَ أن تنزعَ لا أن تنزِعَ ما أقبح لمثلكَ الفُكاهةَ والدُّعابة وديدَنَ المِمْزاحِ التِّلعابةُ. يا هذا الجدَّ الجِدْ. فقدْ بلغتَ الأشدْ وخلّفتَ ثنيّةَ الأربعينْ. ولهَزَ الفتيرُ لداتكَ أجمعينْ. أبعدَ ما عطّلتَ شبيبتكَ في التغزلِ والتشبيب. وذهبتَ بصفوةِ عُمركُ في صفةِ الحبِّ والحبيبْ. وأضلتَ حلمكَ في أوديةِ الهوَى. وعكفتَ همّكَ على أبرقِ الحِمى وسقطِ اللّوى. واتخذتَ بقَرَ الجواءِ بلائكَ وفتنتكْ. ووهبتَ لظباءِ وجرَةَ ذكائكَ وفِطنتكْ. تريدُ ويحكَ أن تُصرَّ على ما فعلتْ. وأن تشيّع النارَ التي أشعلتْ. مهلاً مهلاً. فلستَ لذلكَ أهلاً. وعليكَ بالخُروقِ الواهيةِ متُنوقّاً في رفوِها. وبالكلومِ الداميةِ متنطّساً في أسوها. أنِبْ إلى الله لعلَّ الإنابةَ تمحّصْ. وافزَعْ إلى الله لعلَّ الفزعَ يخلّصْ. وما أكادُ أظن لِسعةِ آثامكَ إلا أنَّ عفوَ الله أوسعْ. ولا أكادُ أشك نظراً في كرمهِ الشاملِ إلا أنّي معَ ذلك أفزعْ.
<! -- / message -->
ـ[زاهر]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 05:54 م]ـ
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو محمد النجدي]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 08:30 م]ـ
زاهر
بُوركت , وبورك عملك المتواصل الفذ ..
ـ[زاهر]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 10:41 ص]ـ
زاهر
بُوركت , وبورك عملك المتواصل الفذ ..
بارك الله فيك أخي أبا محمد على مرورك العطر.
ـ[عَرف العَبيرِ]ــــــــ[04 - 03 - 2011, 09:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سلامٌ كعَرَفِ الروض صافحه النَّدى _ يزفُّ إلى أهلِ المكارم والنَّدى _ ولازال ماقام المؤذنُ للندا ...
لاحرمنا الله منك، وجعل هذا العمل الميمون فى ميزان حسناتك.
أخوك المحب لك.