ـ[أبو سهيل]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 02:29 ص]ـ
البسملة1
لا محبوب إلا الله
وأخبرنا أبو بكر أيضاً، حدثني يحيى بن علي الطيب العجلي، سمعت عبد الله بن محمد الدامغاني يقول: سمعت الحسن بن علي بن يحيى بن سلام يقول: قيل ليحيى بن معاذ: يروى عن رجل من أهل الخير قد كان أدرك الأوزاعي وسفيان، أنه سئل: متى تقع الفراسة على الغائب؟ قال: إذا كان محباً لما أحب الله مبغضاً لما أبغض الله، وقعت فراسته على الغائب. فقال يحيى:
كلّ محبُوبٍ، سِوَى اللهِ سرَفْ = وَهُمُومٌ وَغُمُومٌ وَأَسَفْ
كلّ محبُوبٍ، فَمِنْهُ خَلَفٌ = ما خَلا الرّحمنَ ما منهُ خَلَفْ
إنّ للحُبّ دَلالاتٍ، إذا = ظهرَتْ من صَاحِبِ الحبّ عُرِفْ
صَاحِبُ الحُبّ حَزِينٌ قَلبُهُ = دائمُ الغُصّةِ مَحزُونٌ دَنِفْ
هَمُّهُ في اللهِ لا في غَيْرِهِ = ذاهِبُ العَقلِ وَباللهِ كَلِفْ
أشعَثُ الرّأسِ خَمِيصٌ بطنُهُ = أصْفَرُ الوَجنَةِ والطَّرْفُ ذَرفْ
دَائِمُ التّذكارِ مِنْ حُبّ الذي = حُبُّهُ غَايَةُ غَايَاتِ الشّرَفْ
فإذا أمعنَ في الحُبِّ لَهُ = وَعَلاهُ الشّوْقُ من داءٍ كثفْ
باشرَ المحرَابَ يَشكُو بثَّهُ = وَأمَامَ اللهِ مَوْلاهُ وَقَفْ
قَائماً قُدّامَهُ مُنْتَصِباً = لَهِجاً يَتْلُو بآياتِ الصُّحُفْ
رَاكِعاً طَوْراً وَطَوْراً ساجداً = باكياً وَالدّمعُ في الأرضِ يَكِفْ
أوْرَدَ القَلبَ على الحُبّ الّذي = فِيهِ حُبُّ اللهِ حَقّاً، فَعَرَفْ
ثمّ جَالَتْ كَفُّهُ في شَجَرٍ = أنبَتَ الحُبَّ، فَسمَّى واقتَطَفْ
من كتاب (مصارع العاشقين)
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك