ملتقي اهل اللغه (صفحة 5652)

من حبيبي .. ؟! قصيدة في النبي صلى الله عليه وسلم

ـ[أبو الديم الكناني]ــــــــ[27 - 07 - 2008, 01:01 ص]ـ

بسم الله والصلاة على رسول الله وبعد؛

فالمحب هو المحب في كل زمان ومكان ...

يتجرع مرارة الهجر وتذوب نفسه أثناء الوصال ...

وتأبى عليه نفسه دائما البوح باسم من يمنحه حبه ...

إذن فأنا بدع من المحبين حين أتساءل: من حبيبي .. ؟

إذ أستنفر الآذان الشاخصة لفمي بعد هذا العنوان المذياع!!

حتى لكأني سأروج لسلعة في سوق!!

المسألة سيدي تبدو لي على نحو مغاير.

كل ما في الأمر أن القوانين التي يتحاكم إليها الأحبة تتغير بحسب أطراف العلاقة القائمة

فليس حبك لأمك كحبك لزوجك وليس حبك لشيخك كحبك لوالدك

كما أن حبك لكل هؤلاء ليس كحبك لمن علمنا كيف نحب!!

لقد تأكدتَ الآن أنني لا أريد المراوغة ولم أقصد إلى الإلغاز

فالحبيب الذي ذكره سيعطر الحديث هو الحبيب صلى الله عليه وسلم

وأعود لأطرح الإشكال في صيغة سؤال أسمعك تردده:

ما بال المحبين يدفنون أسماء من يحبون في الحين الذي تشهر أنت به؟

ما أيسر الإجابة إذا ما تصورتَ معي طبيعة العلاقة في حبي وحبهم

المحبون مهما سمت أهدافهم ونبلت غاياتهم يرنون إلى المأرب المادي

ودع عنك ما قد قيل عما يسمونه حبا عذريا

فهذا حب ليس له وجود إلا في أدمغة الكتاب وما تخطه أيديهم!!

أما الذين قيل عنهم إنهم عذريون فقد كانوا غارقين في لذاتهم إلى آذانهم!!

وبازدياد هذا المأرب المادي الذي يستشعر فيه المحب بنشوته تعلو نداءات الأنانية

نعم الأنانية ... لنقل بكل صراحة كل محب أناني بدرجة ما

إذا أردت اختبار صدق هذه الجملة الفائتة فاسأل نفسك:

هل قابلت محبا يدعو الناس إلى حب من يحب؟!!

هل صادفت محبا سويا يشعر بالارتياح حينما يجري ذكر حبيبه على الألسنة؟!!

...........

عندما تجيب بالنفي على الأسئلة فقد قررت أنهم أنانيون!!

أما في حبي للرسول صلى الله عليه وسلم فالوضع يختلف

فقل لي أي مصلحة مادية يجنيها المحب من وراء محبته؟!

أنا بالطبع أتكلم بمعيار القوم

وإلا فخير الدنيا وخير الآخرة مرهونان بحبه

ومن أجل هذا الفرق الذي بصرتك به وتأسيسا عليه

لا يجد المحب له صلى الله عليه وسلم أي غضاضه في وقوفه داعية للناس قائلا:

يا أيها الناس

إن حبيبي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم

ألا فأحبو احبيبي!!

7

7

7

7

معذرة؛ فإن مشاركتي في الأصل كانت إحدى القصائد

كتبتها بهذا العنوان: (من حبيبي .. ؟)

كتبتها حين تطاول على مقامه بعض السفهاء

فشغلت بالتقديم لها عنها!!

ولكن عذرا فهذا حال المحبين!!!

والآن مع النص، راجيا التقويم والتقييم

من حبيبي .. ؟

مَنْ ذَا الحبيبُ ومُؤْنسي في وحدَتي؟

أَتُراه لَيْلَى أم تَظُنُّ بعَبْلَةِ؟

لا، بل أَهِيمُ بحبِّ مَنْ أَحْيا الوَرَى

كالماء نَبْذُره بأرضٍ مَيْتَةِ

أَلْهَى القلوبَ بحبه فأزال مِنْ

تلك القلوبِ بذا الهوَى ذي العِلَّةِ

كم مِنْ عيونِ قد تَبِيتُ على قذًى

واللهُ أَنعَمَ بالكَرَى والقُرَّة

ظُلمٌ غشومٌ حالِكٌ عَمَّ المدى

فبُعثْتَ نُورًا يا عَدُوَّ الظُّلْمةِ

إنْ كذَّبوك فإنَّ ربَّ العَرْشِ قَدْ

نَادَاك عَبْدًا قد حباك بِمِنَّةِ

تَأْسى لأن الإنسَ قد وَأَدُوا الهدى

أَبْشِر بميلادٍ بِوادِي الجِنَّةِ

لَوْ ضاقت الأرض التي بُسِطَتْ لهم

فَسَماؤُنا وَسِعَت نَبِيَّ الرَّحْمةِ

*****

يا شِعْرُ! مالك قد عَصَيْتَ نَوازِعي؟

في الحَلْقِ تَقْبَعُ لا تُغادرُ غُصَّتي

عُدْ مِثْلما كُنَّا سَوِيًّا؛ سَوِّ لي

مِنْ وَحْيِ هذا الكونِ أرْوعَ لَوْحَةِ

فَأَجابني بِبَديهةٍ: أَوَبَعْدَما

عَصَفَتْ بنا تِلكَ العَوَاصِفُ؛ جَلَّتِ؟

قومٌ بِسبِّ رسولنا قد سَوَّدُوا

صُحُفًا تُثِيرُ البغضَ في القلبِ الفَتِي

ومَعَابِدُ الصُّلبانِ، زُورًا، بَارَكَتْ

فَغَدَا السُّبابُ، بشَرْعِها، كالقُرْبَةِ

بَكَت السَّماءُ لها فَأَرْبَتْ مَدْمَعِي

مُتَعَلِّلا: وَزْنِي رَدِيفُ المُزْنَةِ

خَارَتْ قُوَى الجبلِ المشَيَّدِ عِزَّةً

فَجَثَتْ بِأبياتي البَواذخِ؛ خَرَّتِ

*****

يَا سُحْبُ! كُفِّي عَنْ بُكائكِ وانْدُبي

جِيلا أُصِيبَ ضَميرُه بالغَفْلةِ

مَكْرٌ يُحَاكُ لَهُ ضُحًى لَكِنَّه

في مَعْزِلٍ عَنْ رُؤيةِ الشمسِ الَّتي

فَضَحَتْ قَبَائِحَهم وَعَرَّتْ زَيْفَهم

فَتَمايَزَتْ ساحاتُهم عن ساحتي

كم ندَّدوا كم أَرْعَدوا كم هَدَّدوا

حتى الحناجر والمنابر مَلَّتِ

وكأنما مِزمارُ تِيهٍ طَارِبٌ

وقَذَائِفُ الرشَّاشِ تَحْصُدُ إِخْوَتي

أَوَمَا دَرَوْا أنَّ الكلام مُسَفَّهٌ

مَا لم يُؤيَّد بالَّلهاذِمِ سُلَّتِ؟

هَذا أَوَانُ الثَّأْرِ غَيْرُ مُنَهْنَهٍ

حَتَّامَ ذَوْدِي عَنْ مَناهِلَ عَلَّتِ؟

وتُريدُ عَيْشي أَنْ يَطِيبَ هَنَاءَةً؟!

واسَوْءَتي إنْ صَارَ ذا واسَوْءتي

لا كُنْتُ أَحْيَا إنْ هَمَسْتُ بِكِلْمَة

فِي غَيْرِ نَائِبةٍ ثَوَتْ؛ لَمْ تَبْلَتِ

يا شِعْرُ عُذْرًا عَنْ سؤالٍ طائشٍ

فَتَقَتْ أَنَامِلُهُ جُروحَ الحسْرَةِ

*****

اللهم إني أشهدك أني أحب رسولك صلى الله عليه وسلم وأني قد دعوت الناس لمحبته ..

فاللهم بحق هذا لا تحرمنا شفاعته ولا تحرمنا أن نكون في الجنة معه ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015