ـ[زيد الأنصاري]ــــــــ[12 - 04 - 2014, 12:26 م]ـ
خطرتْ فطارَ القلبُ في أعقابها
لما رأى من حسنها وشبابها
وجمالِ طلعتها وحلوِ حديثها
وضياءِ بسمتها ولونِ خضابها
جمعتْ فنونَ السحرِ حولَ عيونها
فترى وميضَ البرقِ تحتَ نقابها
لولا الحياءُ من البريةِ والتقى
لتبعتُها حتى وقفتُ ببابها
وسفحتُ من وجدي عليها أدمعًا
وسقطتُ مغشيًا على أعتابها
ولثمتُ دربًا ضمخته بعطرها
مسكًا وجرَّتْ فيه فضلَ ثيابها
أسرتك صائدةُ القلوبِ بسحرِها
فغدوتَ تستجدي بعيدَ جوابها
عجبًا لقلبي كيف يصرعُه الهوى
فيراعَ عندَ مجيئها وذهابها
وهو الذي لم يلقَ يومًا فتنة
إلا وكانَ لها أريبًا نابها
وإذا تكاثرتِ الهمومُ على الفتى
فاعلم بأن الحبَّ من أسبابها
تركتْ فؤادي بائسًا متحسرًا
يهذي بذكرى عذبِها وعذابها
ومضتْ إلى العلياءِ تسألُ عن فتًى
يأتي بيوتَ العزِّ من أبوابها
فهْدُ بنُ هاملٍ الطميحُ هو الذي
بهر العقولَ وزادَ في إعجابها
يأوي إلى فهدِ بنِ هاملٍ الندى
إذ لم يجدْ لابنِ الطميحِ مشابها
وإذا سألتَ عن الأمانةِ والتقى
فابنُ الطميحِ الشهمُ من أربابها
أدى زكاةَ الفضلِ من أخلاقه
من بعد أن جازتْ حدودَ نصابها
فترى رياضَ المجدِ تخطِبُ وده
وهي التي تأبى على خطابها
تستخرجُ الحمدَ الجميلَ خصالُه
لو خبأته الأُسدُ في أنيابها
عَلَمٌ لهاماتِ العلا خُطواتُه
يشفي نداهُ النفسَ من أوصابها
قابلتُه والشمسُ بعدَ غيابها
وسناهُ مثلُ الشمسِ قبلَ غيابها
يا من غدا فيه الحياءُ سجيةً
عجزت قرائحُنا عن استيعابها
ولبستَ ثوبًا للمروءةِ سابغًا
متمثلاً بالغر من آدابها
لكَ في الفؤادِ منازلٌ محفوظةٌ
لا ينبغي لسواكَ أن يحظى بها
إني لأسعدُ أن أُكرَّمَ منكمو
فالعينُ يرضيها رضا أحبابها
تحيا القفارُ إذا نزلتَ بأرضها
والطيرُ يروى من ندى أعشابها
أنا شاعرُ الأنصارِ صُغتُ قصديتي
لقبيلتي شكرًا على ترحابها
وقبيلةُ الأنصارِ إن قالتْ وفتْ
فالحق والإنصافُ فصلُ خطابها
وقبيلةُ الأنصارِ لم تنلِ العلا
إلا لنصرةِ دينها وكتابها
اللهُ في القرآنِ سماها به
فجرى كنورِ الشمسِ في ألقابها
آوتْ رسولَ الله في أجفانها
وبنتْ صروحَ الحب من أهدابها
نصرتْ رسولَ الله في غزواته
بأشدَّ من فعل الأسود بغابها
وتعودتْ حربَ العدا حتى غدا
طوعًا لها كطعامها وشرابها
إني لأفديها وأفدي أرضَها
بسهولها وهضابها وشعابها
الحسنُ في آدابها والفضلُ في
أحسابها والطهرُ في أنسابها