ملتقي اهل اللغه (صفحة 4475)

اعتراف القاضي الفاضل بعجزه عن معارضة الحريري!

ـ[بلال الخليلي]ــــــــ[06 - 05 - 2014, 10:56 م]ـ

قال الصفدي، في نصرة الثائر 60 - 61: {سمعت القاضي شهاب الدين محمودا [ت: 725هـ]، رحمه اللهتعالى، حين قراءة هذا الكتاب عليه (1)؛ يحكي أن القاضي الفاضل [ت: 596هـ]، رحمه اللهتعالى، أراد معارضتها، وصنع ثلاث عشرة مقامة، عارض كل فصل بمثله؛ حتى جاء إلى قول الحريري، في المقامة الرابعة عشرة (2): "

اعْلَمُوا - يا مَآلَ الآمِل، وثِمَالَ الأَرَامِل - أنّني مِنْ سَرَوَاتِ القَبَائِل، وسَرِيَّاتِ العَقَائِل. لَمْ يَزَلْ أَهْلِي - وبَعْلِي - يَحُلُّونَ الصَّدْرَ، ويَسِيرُونَ القَلْبَ، ويُمْطُونَ الظَّهْرَ، ويُولُونَ اليَدَ. فلمّا أَرْدَى الدَّهْرُ الأَعْضَاد، وفَجَعَ بِالجَوَارِحِ

الأَجْسَاد، وانْقَلَبَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ= نَبَا النَّاظِرُ، وجَفَا الحَاجِبُ، وذَهَبَتِ العَيْنُ، وفُقِدَتِ الرَّاحَةُ، وصَلَدَ الزَّنْدُ، ووَهَتِ اليَمِينُ، وبَانَتِ المَرَافِقُ، ولَمْ يَبْقَ - لَنَا - ثَنِيَّةٌ ولا نَابٌ!

فمُذِ اغْبَرَّ العَيْشُ الأَخْضَرُ، وازْوَرَّ المَحْبُوبُ الأَصْفَرُ؛ اسْوَدَّ يَوْمِي الأَبْيَضُ، وابْيَضَّ فَوْدِي الأَسْوَدُ؛ حتّى رَثَى لِيَ العَدُوُّ الأَزْرَقُ؛ فحَبَّذَا المَوْتُ الأَحْمَرُ! "

فقال الفاضل: من أين يأتي الإنسان بفصل يعارض هذا؟

ثم إنه قطع ما كان عمله من المقامات، ولم يظهر؛ أو كمال قال.

وناهيك بمن يقول مثل القاضي الفاضل في حقه مثل هذا، ويعترف له بالعجز.} هـ

وقد سألت صديقي: محمد المعصراني (3)، عن وجود أي أثر لتلك المقامات، بين رسائله؛ فنفى أي وجود لها.

-----------

(1) وهذه القراءة ثابتة بخطه، على النسخة التي كتبها الصفدي؛ وهي إحدى النسخ المعتمدة.

(2) نبّه المحقق: محمد سلطاني؛ على أن هذا وهم من الصفدي؛ وأن الصحيح: المقامة الثالثة عشرة.

(3) أحد المشاركين في تحقيق: رسائل القاضي الفاضل؛ والتي ستصدر كاملة في عدة مجلدات، عن المعهد الألماني؛ يسر الله لهم الإتمام.

ـ[موابا نوسا]ــــــــ[07 - 05 - 2014, 04:32 م]ـ

شكرا للكاتب على هذه الإفادة, وقد قرأت قديما ترجمة للقاضي الفاضل, وأنه كان بارعا في الإنشاء والترسل, وبحث حثيثيا عن رسائله وكتبه فلم أجد بصيصا أهتدي به فإن كان للكاتب الفاضل أوغيره سبيل إلى ذلك فلا يبخلن به علينا وشكرا له مجددا.

ـ[بلال الخليلي]ــــــــ[14 - 05 - 2014, 08:21 م]ـ

حققت بعض أجزائها في باريس، كرسالة علمية، في مجلد؛ وهي عندي.

وكما أخبرت؛ ستنشر كاملة، قريبا، عن المعهد الألماني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015