ملتقي اهل اللغه (صفحة 4431)

إحياء النقائض (2)

ـ[محمد محمد مقران]ــــــــ[21 - 06 - 2014, 05:07 م]ـ

.

أرسل إلي صاحبي بهذه الأشطار:

هيا اقترح حرفا عليه نَنظِمُ

وبحرَ شِعر طيّعا لا يُبرِمُ

أم غاض ذاك العَيلَم القَلَيذَمُ

منك، وأَصفَيتَ فأنت مُفحَمُ

فكتبت إليه:

بعد التنقيح وبعضهم يسمّيها الدامغة:

وصاحبٍ قد غرّه تبسّمي

ومدَّه في جهلِه تحلُّمي

يحسَبُ إعراضي عن التكلُّمِ

من شيمة النِكس العييّ المفحَمِ

والمرء قوّالٌ بما لم يَعلَمِ

حتى إذا دمغتُه بميسمي

بمِقوَلٍ عضبٍ حديدٍ مِخذَمِ

خرّ صريعا لليدين والفَمِ

كذاك أجزي كلّ باغٍ مجرمِ

من لا يذُدْ عن حوضِه يُهدَّمِ

فسكت حتى خشيت أن يكون أصابه ما أصاب راعي بني نمير من جراء دامغة جرير، فبادرت إلى مهاتفته أستعلم عن حاله، وإذا به يتلقاني بضحكة طويلة مجلجلة، على أني لم أخطئ في ضحكته تلك معنى قول الهذلي:

وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع

ثم إنه تحامل على نفسه، وأرسل إليّ:

و"ساحبٍ" تحتي البساطَ مِسأَم (1)

يوَدّ كل الوُدّ لو طَلّ دمي

مه بعضَ هذا الشَغْب والتعرّمِ

إني امرؤ إلى المعالي أنتمي (2)

لو شئتُ قلتُ "لليدين والفمِ" (2)

كم تحت جلدٍ ناعمٍ مِن أرقَمِ

(1) سحَبَ البساطَ من تحت فلان: تقال للخيانة تأتي من الصديق، وللضربة تجيء ممن كان يعدّ في الثقات، وفي قوله "وساحب" إشارة إلى مطلع النقيضة السابقة "وصاحب"، وفيه تجنيس لطيف.

(2) يريد أنه يرفع نفسه عن مثل هذه العبارات، وهذا كلام ساقط جدا كما ترى.

.

ـ[أبو محمد يونس المراكشي]ــــــــ[21 - 06 - 2014, 05:33 م]ـ

أضحكتني حتى استلقيت، أضحك الله سنك أستاذي الحبيب وغفر لك.

صراحة راقت لي كثيرا، هذا الشعر، بورك فيك.

ـ[محمد محمد مقران]ــــــــ[22 - 06 - 2014, 09:11 م]ـ

شرّفني مرورك أبا محمد، عمر الله بالسعادة أوقاتك، وغفرالله لنا ولك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015