ملتقي اهل اللغه (صفحة 4275)

والبويضة الملقحة يبدأ عمرها من زمن التلقيح فتعيش فترة أطول من غير الملقحة التي تحمل عمر الأم؛ لأن الحاجة للإناث وعملها في الخلية أو في مساكنها أكثر من الحاجة للذكور التي ليس لها عمل إلا التلقيح عند الحاجة، وخلايا الذكور تكون مرهقة، فما أن يلقح الذكر الملكة ويفقد كيسه المنوي حتى يسقط ميتًا، أما حيواناته المنوية فإن عمرها الزمني يسقط بما يحدث لها من الانقسامات التي تكثِّر عددها.

والخلايا الأحادية للبكتيريا والجراثيم التي تنقسم تحمل العمر الزمني للخلايا الأم، فعمرها قصير جدًا، يقاس أحيانًا بالدقائق والثواني، فقبل أن يذهب أثر تجديد الخلق تكون قد انقسمت من جديد، فتتواصل الانقسامات حتى تحافظ على وجودها.

لقد سمى الله تعالى ابن مريم بعيسى للدلالة على هذه الخصوصية له، وأنه كان من مريم فقط، ولم يكن إلا من مريم موافقًا للتسمية.

فلا سلطة للزمان، ومرور الأيام على جسد عيسى عليه السلام، ولما أراد الله تعالى أن يرفعه رفعه بالوفاة، وليس بالموت ... وأثر الفرق بينهما كبير ... وقد تجاوز رفعه عليه السلام اليوم أكثر من ألفي عام قمري، وسينزل بعد ذلك متى شاء الله تعالى.

فلو كان عيسى عليه السلام من رجل وامرأة على سنن الله الموضوعة؛ لحملت خلاياه العمر الزمني الذي مر عليه، ولكنه سينزل كهلاً في سن الشباب واكتمال القوة، أي في أول الثلاثين من عمره .... لهذا أراد الله تعالى أن يكمل بخلق عيسى عليه السلام الحالات الأربع للخلق، وأن يكون هذا الخلق من خلية واحدة، لا يعمل فيها مر السنين، إلا إذا شاء الله أن يجري عليه الأحكام التي أجراها على سائر البشر.

وجعل الله فوق ذلك غذاء خاصًا لأمه قبل حمله وولادته، وهذا الغذاء هو كغذاء الملكة الذي يجعل الملكة تعيش عشرات أو مئات الأضعاف من العمر فوق عمر بنات جنسها، وهي بكامل قدرتها على العطاء

وجاء في القرآن قصتين لمن طالت أعمارهم؛

القصة الأولى: أصحاب الكهف الذين ضرب على آذانهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعًا، فلما أفاقوا لم يلحظوا تغييرًا في أجسادهم، ولا في الأرض من حولهم، ليكتشفوا طول المدة التي ناموا فيها، ويدل ذلك على أنهم أفاقوا في نفس الفصل الذي دخلوا فيه كهفهم ... ولكن سرعان ما أدركهم الموت.

والقصة الثانية: الرجل الذي مر على القرية فأماته الله مائة عام ... ثم أحياه فلم يعرف مدة موته فقدرها بيوم أو بعض يوم، ثم أراه تعالى إحياء حماره الذي كان عظامًا نخرة فرجع كما كان يوم موته، فكانت هذه آية للناس .... راجع كامل القصة في الآية (259) سورة البقرة. ومات بعد ذلك بقليل.

والعبرة في هذه القصة أن العمر توقف بالموت، وفي الأولى بالنوم وعدم الأكل والشرب ... إلا أنهم جميعًا لم يعمروا بعد ذلك إلا قليلاً.

إلا أن عيسى عليه السلام يمكث سنوات عديدة بعد نزوله، وذكر أنه سيتزوج، ويكون له أولاد، بعد أن مكث أضعاف ما مكثوا، فلم يؤثر ذلك عليه ويضعفه ...

فهو مثال لما يكون عليه الناس بعد البعث بتوقف عداد الزمن في خلاياهم .. فيبقون على حال ثابت لا يتغيرون فيه.

ومثال في التحدي للبشر الذي استطاعوا استنساخ الخلايا، لكن لم يكن منها إلا نفس جنس الأم المأخوذة منها الخلية المستنسخة، ولم يتولد منها الزوج الآخر من نفس الجنس.

وهذا التحدي في زمن يكون الطب قد بلغ فيه أعلى درجات يمكنه الوصول إليها.

والله تعالى اعلم.

أبو مُسْلم/ عبد المجيد العرابلي

ـ[المعقل العراقي]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 07:01 م]ـ

رائع ولي وقفة ستأتي ولكن حبذا أن تكون على البريد الخاص،أرسله لارسل لكم ..

رايع جدا

ـ[العرابلي]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 07:15 م]ـ

رائع ولي وقفة ستأتي ولكن حبذا أن تكون على البريد الخاص،أرسله لارسل لكم ..

رايع جدا

بارك الله فيك يا أخي وأحسن الله إليك

هو موجود في مدونتي معجزات وأسرار

وأرسلها لك بريدي في رسالة خاصة

ـ[بلسم الحروف]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 08:31 م]ـ

جُزيت خيرا أخي الكريم

لي عودة للتعقيب والقراءة من جديد ..

أختك: بلسم الحروف

ـ[العرابلي]ــــــــ[17 - 12 - 2008, 08:14 ص]ـ

جُزيت خيرا أخي الكريم

لي عودة للتعقيب والقراءة من جديد ..

أختك: بلسم الحروف

وجزاك الله بكل خير

وأحسن الله إليك

ـ[باحثةعلم]ــــــــ[10 - 03 - 2010, 12:06 ص]ـ

جزاك الله خيرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015