ملتقي اهل اللغه (صفحة 4159)

هلمَّ جرًّا

ـ[ابو محارب]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:45 م]ـ

هلم جرا

قال المفضل: أي تعالوا على هيئتكم كما يسهل عليكم. وأصل ذلك من الجر في السوق. وهو أن

تترك الإبل والغنم وترعى في سيرها. قال الراجز:

لطالما جررتكن جراً حتى الأعجف واستمرا

اهـ. من مجمع الامثال للميدانى.

فأما قولهم: هلمَّ جرَّا، فالمعنى تلوموا في سيركم ولا تجهدوا أنفسكم، أخذ من الجرّ في السَّوْق، وهو أن تترك الإبل ترعى في السير

، وجرَّا، انتصب على أنه مصدر في موضع الحال، والمراد: هلم

جارين، ومثله: جاء مشياً، وأقبل ركضاً، والكوفيون يقولون: هو مصدر، لأن هلم معنى جروا، فكأنهم قالوا: جروا جراً.

اهـ. من أمالى المرزوقى

وقولهم: هَلُمَّ جَرّاً؛ معناه على هِينَتِكَ. وقال المنذري في قولهم: هَلُمَّ جَرُّوا أَي تَعَالَوْا على هينتكم كما يسهل عليكم من غير شدّة ولا صعوبة

، وأَصل ذلك من الجَرِّ في السَّوْقِ، وهو أَن يترك الإِبل والغنم

ترعى في مسيرها؛ وأَنشد:

لَطَالَمَا جَرَرْتُكُنَّ جَرَّا،

حتى نَوَى الأَعْجَفُ واسْتَمَرَّا،

فالَيْومَ لا آلُو الرِّكابَ شَرَّا

يقال: جُرَّها على أَفواهها أَي سُقْها وهي ترتع وتصيب من الكلإِ؛ وقوله:

فارْفَعْ إذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا

يقول: إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً. ويقال: كان عَاماً أَوَّلَ كذا وكذا فَهَلُمَّ جَرّاً إِلى اليوم أَي امتدّ ذلك إِلى اليوم

؛ وقد جاءت في الحديث في غير موضع، ومعناها استدامة الأَمر واتصاله، وأَصله من الجَرِّ

السَّحْبِ، وانتصب جَرّاً على المصدر أَو الحال.

وجاء بجيش الأَجَرَّيْنِ أَي الثَّقَلَيْنِ: الجن والإِنس؛ عن ابن الأَعرابي.

اهـ. من لسان العرب مادة جرر

ـ[ابو محارب]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 06:00 م]ـ

وأيضا ورد فى الفوائد العجيبة فى إعراب الكلمات الغريبة:

قولهم: هلمّ جرا: فهلمَّ بمعنى تعال، وهو مركب من ها التنبيه، ومن لُمَّ، أي ضُمَّ نفسك إلينا، واستعمل استعمال البسيط، يستوي فيه الواحد والجمع، والتذكير والتأنيث عند الحجازيين، كذا في القاموس، وسبقه إلى ذكره صاحب الصحاح، وتبعه الصغاني، فقالا: تقول كان ذلك عام كذا، وهلمّ جرّا إلى اليوم، انتهى.

ولا يخفى عدم جريان ما قاله في القاموس في مثل هذا، وتوقف الجمال ابن هشام في كون هذا التركيب عربيا محضاً، وساق وجوه توقفه في رسالة له، وأجاب عن ذكره في الصحاح، ونحوه، وذكر ما للعلماء في إعرابه ومعناه، وما يرد عليه، ثم قال: فلنذكرما ظهر لنا في توجيه هذا اللفظ بتقدير كونه عربيا فنقول: هلمّ هذه هي القاصرة التي بمعنى ائتِ وتعال، إلاّ أنّ فيه تجويزين، أحدهما أنه ليس المراد بالإتيان هنا المجيء الحسي، بل الاستمرار على الشيء، والمداومة عليه، كما تقول: امشِ على هذا الأمر، وسرْ على هذا المنوال، ومنه قوله تعالى [وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ] [1] (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1847#_ftn1) المراد بالانطلاق ليس الذهاب الحسي، بل انطلاق / الألسنة بالكلام، ولهذا أعربوا أنْ2أتفسيرية، وهي إنما تأتي بعد جملة فيها معنى القول، كقوله [فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ] [2] (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1847#_ftn2)، والمراد بالمشي ليس المشي على الأقدام، بل الاستمرار والدوام، أي دوموا على عبادة أصنامكم، واحبسوا أنفسكم على ذلك، الثاني أنه ليس المراد الطلب حقيقة، وإنما المراد الخبر، وعبّر عنه بصيغة الطلب، كما في قوله تعالى [وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ] [3] (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1847#_ftn3) ، [فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا] [4] (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1847#_ftn4) ، وجرّاً مصدر جرَّه يجرُّه، إذا سحبه، ولكن ليس المراد الجرّ الحسي، بل المراد التعميم، كما استعمل السحب بهذا المعنى، ألا ترى أنه يُقال: هذا الحُكم مُنسحب عى كذا، أي شامل له، فإذا قيل: كان ذلك عام كذا وهلمّ جرّا، فكأنه قيل: واستمر ذلك في بقية الأعوام استمرارا، أو استمر مُستمِرَّا على الحال المؤكدة، وذلك ماشٍ في جميع الصور، وهذا هو الذي يفهمه الناس من هذا االكلام، وبهذا التأويل ارتفع إشكال العطف، فإنّ هلمّ حينئذ خبر، وإشكال التزام إفراد الضمير، إذ فاعل هلمّ هذه مفردٌ أبدا، كما تقول: واستمر ذلك، أو واستمر ما ذكرته.

[1] (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1847#_ftnref1) سررة ص، آية 6

[2] (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1847#_ftnref2) المؤمنون 27

[3] (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1847#_ftnref3) العنكبوت 12

[4] (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1847#_ftnref4) مريم 75

طور بواسطة نورين ميديا © 2015