ملتقي اهل اللغه (صفحة 3713)

ومعنى قوله: (والنظائر فى الأسماء المتواطئة) أي: تعدد الألفاظ واتحاد المعاني وهذا هو التواطؤ أو الترادف، ويكون هذا بحسب دلالة السياق الخاصة.

وهذا هو الذي قدمه الزركشي في تعريفه في قوله: (فالوجوه اللفظ المشترك الذى يستعمل فى عدة معان كلفظ الأمة، والنظائر كالألفاظ المتواطئة).

وحينئذٍ لايلزم من تعبير مقاتل بقوله:ونظير هذا قوله تعالى كذا ... بعد ذكره لكل وجه، أنه يعني بذلك معنى النظائر الاصطلاحي الذي عناه في كتابه، بدليل عدم استخدامها بكثرة عنده وعند الدامغاني. وإنما يقول: كقوله، أو ومثله كذا .. وإن كان قد يستخدمها كما فعل مقاتل كما في شرحه (الأعناق). وانظرتفسير مقاتل لكلمة (الحق) ص175 فقد ذكر لها أحد عشر وجهاً، وكل وجه له أمثلة كثيرة، لم يعبر بلفظ النظير فيها إلا مرتين في الوجه الثامن، والحادي عشر. وبقية المواضع يقول: كقوله، ونحوه كثير.

ويبدو لنا أن المؤلفين في الوجوه والنظائر قد توسعوا في دلالات الألفاظ وتشقيقها، مع اتحاد الأصل اللغوي للمواد التي يذكرونها، حتى بالغوا في ذلك، وجعلوا لكل سياق معنى يخصه.

وخذ مثالاً قول الدامغاني: (تفسير التراب على خمسة أوجه: الرميم، الأتراب: الأشكال، الترائب: الضلوع، التراب: البهائم، الصعيد). 1/ 190 في حين قال ابن فارس: (ترب: أصلان صحيحان: أحدهما التراب وما يشتق منه، والآخر تساوي الشيئين).

ودلالة السياق دلالة نافعة في فهم القرآن، ولكن هذا لا يعني مفارقة اللفظة لأصل معناها اللغوي، حتى لا يبقى بينه وبينها صلة كما يصنع بعض المصنفين في الوجوه والنظائر. ثم إن دلالة السياق عند علمائنا القدامى تختلف عن منهج اللغويين المعاصرين في دراسة السياق، ومنهج علمائنا أولى وأدق، ولا سيما أنهم راعوا في ذلك خصوصية القرآن الكريم.

وقد وجدنا تعريفاً آخر للأشباه والنظائر في كتاب (التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن) من تأليف الدكتور عودة خليل أبو عودة، يمكن ان نعتبره خلاصة من شأنها أن تزيل الإشكال: يقول: " علم الأشباه والنظائر فرع من علوم التفسير. ويُقصد بالأشباه الألفاظ المشتركة التي تُستعمل في معان متعدّدة، وهو ما سُمّي في الدراسات الحديثة بالمشترك اللفظي. كلفظ العين يُطلق على العين المبصرة والعين الجارية .. ويُقصد بالنظائر الألفاظ المتواطئة التي تُستعمل بمعنى واحد مثل جواد كريم. وهذا قريب من معنى الترادف في الدراسات اللغوية الحديثة ". ص38.

والله على واعلم

سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015