ملتقي اهل اللغه (صفحة 3704)

قلتُ: وقد تُزاد في النفي للتنصيص على المعنى المراد، مثل قوله تعالى: ((يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ)) زِيدت (من) للتنصيص على الفوقية، أصله: يخافون ربهم فوقهم، أما لم تُزد قبل الفوقية كقوله تعالى: ((وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ)) فاللفظ ظاهر في فوقية الرب على عباده، وزيادة (من) في الآية الأولى للنص على الفوقية.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[01 - 03 - 2014, 05:23 م]ـ

أخي الحبيب الفاضل أبا عبد الأكرم: وفقك الله لكل خير، ومرحبا بك في الملتقى، ومرحبا بفوائدك.

{جَُِرْمٌ} مثلثة الجيم، لكل حركة من الحركات الثلاث معنى:

- بضم الجيم، الجريمة والذنب، ومنه المجرم والمجرمون. أي: المذنبون العاصون سواء كان ذنبهم كفرًا أو دونه.

- بكسر الجيم، الجسم والجسد.

- بفتحها، قبيلة جَرْم، وهي بطن من طيء كما أفاد ذلك صاحب القاموس.

أحسنت، وهذا كثير جدا، وفيه المنظومة المشهورة لمثلث قطرب، ومثلث قطرب أصله منثور غير منظوم، ثم نظمه غير واحد، لكن مثلث قطرب صغير جدا ولم يستوعب.

ثم جاء البطليوسي ووضع كتابا كبيرا في المثلثات، وجمع فيه جمعا كثيرا وشرحه، وقال عن مثلث قطرب في مقدمة كتابه: "كتاب يدل على ضيق عطن مؤلفه، وقلة مادة مصنفه".

ثم وضع ابن مالك منظومة في المثلثات سماها (الإعلام بمثلث الكلام).

ثم صنف كتابا كبيرا سماه (إكمال الإعلام بمثلث الكلام)، وهو أجمع كتاب في هذا الباب في ما أعلم.

وأما جَرم فبطن من طيء كما ذكرتم، وأشهر منه قبيلة جَرم القضاعية التي قال فيها عمرو بن معدي كرب:

لحى الله جَرما كل ما ذرَّ شارقٌ * وجوهَ كلاب هارشت فازبأرَّتِ

ظللت كأني للرماح دريئة * أطاعن عن أحساب جَرم وفرَّتِ

وهذا من أخبث الهجاء، وهم بنو جَرم بن رَبّان، وهذا يكثر فيه التصحيف، فبعضهم يجعله (زَبَّان)، وبعضهم يجعله (زيّان)، وبعضهم يجعله (ريّان)، وكله تصحيف.

وأقول: الجَرم أيضا بفتح الجيم هو القطع، مصدر جَرَمَه أي قطعه.

وأما قولكم: (واللياذ مما يرجى) فهذا فيه نظر، بل العرب تقول: لاذ الرجل من الشيء الذي يخافه، وقال الشماخ بن ضرار -رضي الله عنه- في صفة العُقاب:

تلوذ ثعالب الشَّرَفينِ منها * كما لاذ الغريم من التَّبيعِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015