ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 01:10 م]ـ
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فاعلم أن أساس الشعر – كما سبق بيانه – الحروفُ المتحركة والساكنة.
ثم إن هذه الحروف إذا اجتمعت على هيئة مخصوصة، كونت الأسباب والأوتاد والفواصل.
وإذا اجتمعت هذه الأسباب والأوتاد والفواصل، كونت التفاعيل.
والتفاعيل أساس بناء الأبيات، التي منها تتكون القصائد.
الأسباب والأوتاد والفواصل:
فالسبب ما تكون من حرفين.
والوتد ما تكون من ثلاثة أحرف.
والفاصلة ما تكون من أكثر من ثلاثة أحرف، على ما سيأتي بيانه.
1 - السبب:
وهو نوعان:
ثقيل: وهو حرفان متحركان.
وخفيف: وهو حرف متحرك بعده حرف ساكن.
فعبارة (لمْ أرَ) مكونة من سبب خفيف (لمْ) بعده سبب ثقيل (أر).
2 - الوتد:
وهو نوعان كذلك:
مجموع: وهو حرفان متحركان بعدهما حرف ساكن.
ومفروق: وهو حرفان متحركان بينهما حرف ساكن.
مثال المجموع: على – إلى – فَمنْ – بدَتْ، الخ.
ومثال المفروق: قالَ – منذ – نِعمَ، الخ.
3 - الفاصلة:
وهي نوعان:
صغرى: وهي ثلاثة أحرف متحركة بعدها حرف ساكن.
وكبرى: وهي أربعة أحرف متحركة بعدها ساكن.
مثال الصغرى: ضربا.
ومثال الكبرى: ضربتا.
وتجمع هذه الأسباب والأوتاد والفواصل في عبارة واحدة، وهي قولهم:
(لم أرَ على ظهر جبل سمكةً)
(سبب خفيف – سبب ثقيل – وتد مجموع – وتد مفروق – فاصلة صغرى – فاصلة كبرى)
واعلم أنه يمكن الاستغناء عن مصطلح الفاصلة بنوعيها، لأن الفاصلة الصغرى مكونة من سبب ثقيل بعده سبب خفيف، والفاصلة الكبرى مكونة من سبب ثقيل بعده وتد مجموع.
فالصحيح إذن أن الاعتماد في تركيب التفاعيل على الأسباب والأوتاد فقط.
والله أعلم.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 01:23 م]ـ
تمرينات:
قسم الكلمات والجمل التالية إلى أسباب وأوتاد:
- وإذا صحوتُ فما أٌقصر عن ندى.
- عمَّ كل القومِ خيرٌ.
- إذا اصطففتَ في القتال فاقتحِمْ.
- مالي مالٌ في هذي الدنيا.
- - ومن يجعل الضرغام في الصيد بازه ** تصيده الضرغام في ما تصيدا
ـ[سلسبيل]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 03:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا
سأقسم الجملة الأولى فقط وأترك لمن يأتي بعدي تقسيم البقية
- وإذا صحوتُ فما أٌقصر عن ندى
وإ = سبب ثقيل
ذا - سبب خفيف
صحو = وتد مجوع
تفما = فاصلة صغرى = سبب ثقيل + سبب خفيف
أق = سبب خفيف
صرُ = سبب ثقيل
عن = سبب خفيف
ندى = وتد مجموع
ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 05:54 م]ـ
أحسنت أختي الكريمة.
أق = سبب خفيف
صرُ = سبب ثقيل
تنبهي إلى أن الصاد مشددة: أقَصِّرُ
ـ[خادم العلماء]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 10:02 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله الشايع]ــــــــ[25 - 10 - 2008, 10:12 م]ـ
تمرينات:
قسم الكلمات والجمل التالية إلى أسباب وأوتاد:
- عمَّ كل القومِ خيرٌ.
سوف أكتفي بكتابتها عروضيا إلى أن أتدرب.
عمم كلْلُلْقوم خيرن
وعندي سؤال: ماهو الضابط في الوقف على حرفين أو ثلاثة؟ مثلاً: عمَّ (عمْمَ) هل تكون وتداً مفروقاً أم نأخذ الحرفين الأولين فنقول هي سبب خفيف.
وشكرا لك أخي عصام.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[25 - 10 - 2008, 11:55 م]ـ
سوف أكتفي بكتابتها عروضيا إلى أن أتدرب.
عمم كلْلُلْقوم خيرن
وعندي سؤال: ماهو الضابط في الوقف على حرفين أو ثلاثة؟ مثلاً: عمَّ (عمْمَ) هل تكون وتداً مفروقاً أم نأخذ الحرفين الأولين فنقول هي سبب خفيف.
وشكرا لك أخي عصام.
سؤالك طيب.
هنالك مواضع لا يكون عندك إلا احتمال واحد، ومواضع تتعدد فيها الاحتمالات.
تأمل المثال الذي نحن بصدده:
عم كل القوم خير:
- هـ - - هـ - هـ - هـ - - هـ - هـ
وسنكتفي بنصفه الأول للإفهام: (- هـ - - هـ - هـ) ونحذف لفظي (سبب ووتد) للاختصار.
في البداية متحرك فساكن. فإذن: إما خفيف وإما مفروق. ولا يوجد احتمال آخر.
فإن بدأنا بخفيف، فما الذي بعده؟
الذي بعده متحركان فساكن. ولا يمكن أن نجمع حرفين فقط، ونقول: ثقيل، لأن بعده ساكنا ولا يمكننا البدء بساكن. فليس لنا إلا احتمال واحد وهو: مجموع. ثم يبقى لنا في الأخير خفيف.
والنتيجة: خفيف / مجموع / خفيف
وإذا بدأنا بمفروق، فما الذي بعده؟
إن قلنا مفروق آخر، فسنجد بعده ساكنا، ولا يمكننا البدء بساكن. فإذن لا بد أن نكتفي بحرفين فقط، أي خفيف، ويبقى في الأخير خفيف آخر.
والنتيجة: مفروق / خفيف / خفيف.
وعلى هذا فالنتيجة الإجمالية في (- هـ - - هـ - هـ) هي احتمالان:
الاحتمال الأول:
خفيف / مجموع / خفيف
الاحتمال الثاني:
مفروق / خفيف / خفيف
وإن أردنا أن نترجم هذا بلغة التفاعيل (على ما سيأتي في الدرس المقبل إن شاء الله تعالى - فلا تشغل بالك به الآن)، فالاحتمال الأول هو: فاعلاتن، والثاني هو فاع لاتن.
والشيء ذاته يقال في النصف الثاني.
فيتحصل لدينا في جملة (عم كل القوم خير) أربع احتمالات، وذلك حاصل ضرب احتمالين اثنين في النصف الأول، واثنين في الثاني.
تأمل هذا المثال جيدا، وأعد النظر فيه لتتبين لك الاحتمالات الممكنة.
بارك الله فيك.
¥