ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 08:52 م]ـ
الأخ: عصام البشر
إنما قصدتُ في (منازعتي) ربط العروض بالنظم، فالسائل يسأل عن العروض لينظم به الشعر، فبيّنتُ أنّه لا تعلّق بين النظم والعروض، لأن العروض علم له قوانينه، وهو علم عظيم " وهذا لا إشكال فيه " ولم أنتقص هذا العلم البتّة! وإنما هوّنت من شأنه لمن يريد أن يكون العروض هو دليله لنظم الشعر. وبيّنت أنّ مردّ الأمر في تعلم النظم هو القراءة للشعر وتكراره.
فلم أنتقص العلم وإنما بيّنت أن تعلّم النظم غير داخل في هذا الفن، فمن أراد أن يكون شاعرًا لم يلزمه تعلم علم العروض.
،،، ومن ذا الذي ينتقص علم العروض؟!
أحسنت بارك الله فيك
وقد وقع سوء الفهم والتسرع مني.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 09:01 م]ـ
وعندي سؤال آخر:
إذا قَطعْتُ بيت الشعر ... فما هي الطريقة المعتادة ـ عند أهل العروض ـ لمعرفة تفعيلات البحر ...
إذ إنني لا أعرف إلا طريقة التجربة والاختبار لجميع البحور وهذا يحتاج لوقت طويل!! من أجل بيت واحد ...
الحق أنه لا يحتاج إلا إلى ثوان معدودة. وكثير من الأبيات تعرف بحرها من سماعها، أو من حروفها الأولى فحسب، ولا تحتاج إلى تقطيع البيت كاملا.
وتفصيل ذلك تجده في الدرس الثاني عشر من السلسلة المذكورة آنفا. وهو على ملتقى أهل الحديث، ولم يوضع على طريق الإسلام بعدُ.
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 09:13 م]ـ
أستاذنا العزيز البشير (بشرك الله بالجنة):
لقد أرويت غليلي بإجابتك الرائعة.
وسأشتري كتاب (ميزان الذهب) قريبا ـ بإذن الله ـ.
ولكن ...
ما هي أفضل طريقة لتعلم العروض؟ الكتاب، الشرح المسموع ... أم غيرها ..
لماذا علمتَ لي كلمة (هي) بالأحمر؟ هل فيها خطأ ... حتى أعلمه فأتداركه؟.
دراسة البلاغة على طريقة المتأخرين، وأساليب المتقدمين.
أرجو توضيح هذا الأمر ..
جزاك الجنةَ المولى، جل وعلا.
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 09:48 م]ـ
وعندي سؤال آخر:
إذا قَطعْتُ بيت الشعر ... فما هي الطريقة المعتادة ـ عند أهل العروض ـ لمعرفة تفعيلات البحر ...
إذ إنني لا أعرف إلا طريقة التجربة والاختبار لجميع البحور وهذا يحتاج لوقت طويل!! من أجل بيت واحد ...
لهذا طرقٌ عِدَّةٌ، منها:
1 - الإدراكُ بالأذنِ؛ فإذا عُرِضَ عليكَ البيتُ من الشِّعرِ عرفتَ من نمَطِ إيقاعِهِ بحرَه. وهذا لا يتأتّى إلا لذي أذُنٍ مرهفةٍ، ودُربةٍ في هذا العلمِ. ونظيرُه ما يُدرِكه أصحابُ النَّغم من المقاماتِ الصّوتيةِ بمجرَّد سماعها؛ فيعلمُ أنَّ هذا من مقامِ الصّبا، وذاك من مقام النَّهاوندِ ... إلخ. غيرَ أنَّ هذه الطريقةَ تكونَ يسيرةً في البحورِ البسيطةِ؛ أي: التي تفاعيلُها متماثلةٌ، كـ (فعولن فعولن فعولن فعولن) في المتقارِبِ، و (مستفعلن مستفعلن مستفعلن) في الرجز.
2 - أن تحفظَ من كلِّ بحرٍ بيتًا؛ فإذا أصبتَ بيتًا، وأردتَّ أن تعرفَ بحرهُ، عرضتَه عليهِ؛ فإذا أحسستَ بأذنِك أنَّ إيقاعَهما واحدٌ، فاعلمْ أنَّ بحرَهما الذي يُنميانِ إليهِ واحدٌ.
مثالُ ذلكَ أن تحفظَ لبحرِ الطويلِ بيتَ امرئ القيس:
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ ... بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحوملِ
فإذا سمِعتَ هذا البيتَ:
لولا الحياءُ لهاجني استعبارُ ... ولزرتُ قبرَكِ والحبيبُ يزارُ
ولحنتَه متغنّيًا، علمتَ غيرَ شكٍّ أنه يفارقُ بيتَ امرئ القيسِ كلَّ المفارقةِ.
وإذا سمِعتَ هذا البيتَ:
ومن نكدِ الدنيا على الحرِّ أن يّرى ... عدوًّا له ما مِن صداقتِهِ بدُّ
وجعلتَه بإزاءِ بيتِ امرئ القيسِ، علمتَ أنهما بحرٌ واحدٌ، لتماثلِهما في الإيقاعِ.
3 - أن تقطعَ أولَ البيتِ إذا عُرِضَ عليكَ؛ فإن كانَ (فعولن)، فاعلمْ أنَّه لا يخلو إما أن يكونَ بحرَ الطويل، وإما أن يكون بحرَ المتقارب، لأنه ليس من البحور ما يبدأ بـ (فعولن) إلا هما؛ ولهذا عليك أن تعرف التفعيلة الأولى من كلِّ بحرٍ. ثمَّ تعيِّنُ أحدَهما من طريقِ الإيقاعِ، أو غيرِهِ؛ فمثلاً إذا كان البيت من بحر المتقاربِ، فإنك تدركه بسرعةٍ، لأنه كلَّه مبني على (فعولن) ثماني مراتٍ؛ فإن لَّم يكن من بحر المتقارب، أدركت من طريق (النّظر في البواقي) أنه من بحر الطويل. وهكذا تعملُ في كلِّ بحرٍ.
4 - أن تقطِّعَ البيتَ تقطيعًا كاملاً، ثم تعرفُ من خلالِ ذلكَ إلي أيِّ بحرٍ ينتمي. وهذه الطريقةُ متعبةٌ مملّةٌ.
أبو قصي
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 10:26 م]ـ
رعاك الله أبا قصي:هذا ما أردتُه من تفصيل.
أما الطريقة الأولى فلا طاقة لي بها.
وأما الأخيرة فهي ما أفعله الآن وهي متعبة جدا.
وسأحاول الثانية والثالثة ـ بإذن الله ـ.
ولكن ...
أليست الزحافات والعلل ستؤثر حتما على السماع ـ في الطريقة الثانية ـ؟.
فيصعب تحديد البيت.
¥