ـ[عائشة]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 02:54 م]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
" امرؤ ":
هذه الكَلِمة: تُكتب همزتُها المتطرِّفة على الواو إن كانَتْ في موضع رفع، وتُكتَبُ على الألف إن كانَتْ في موضع نصبٍ، وعلى الياء إن كانَتْ في موضع جرٍّ.
والسَّبب في ذلك: هو تَغيُّر حركة الرَّاء الَّتي تسبق تلك الهمزة في المواقع الإعرابيَّة الثَّلاثة؛ فتكون الرَّاء مَضمُومةً في موضع الرَّفع، وَمَفْتُوحةً في مَوْضِعِ النَّصبِ، ومكسورةً في موضع الجرِّ.
ومعلوم -في قواعد الإملاء- أنَّ الهمزة المتطرِّفة تَتْبَعُ حَرَكَةَ الحرف الَّذي قبلها؛ فتُرسم على الحرف الَّذي يُجانس حركة ما قبلها؛ أي: تُرْسَم على الواو إذا سُبِقَتْ بِضمٍّ، وعلى الألِف إذا سُبِقَتْ بفَتْحٍ، وعلى الياء إذا سُبِقَتْ بكسرٍ.
فمثال موضع الرَّفع قولك: " امرُؤُ القيس شاعرٌ جاهليٌّ ":
كُتِبَتِ الهمزة على واو؛ لأنَّها سُبِقَتْ بضمٍّ.
ومثال موضع النَّصب: " إنَّ امرَأَ القيس شاعرٌ جاهليٌّ ":
كُتِبَتِ الهمزة على ألف؛ لأنَّها سُبِقَتْ بفَتْحٍ.
ومثال موضع الجرِّ: " قرأتُ معلَّقةَ امرِئِ القيس ":
كتبت الهمزة على ياء؛ لأنَّها سُبِقَتْ بكسرٍ.
وقد وَرَدتْ هذه الكلمة بمواضعها الإعرابيَّة الثلاثة في الكتاب العزيز:
قال الله -تعالى-: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ} النِّساء 176
وقال -عزَّ وجلَّ-: {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ} مريم 28
وقال -سبحانه-: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ} النُّور 11
ومن شواهدِ ذلك في الشِّعر:
قول الشَّاعر " من الطَّويل ":
وَقَدْ يُخْطِئُ الرَّأيَ امْرُؤٌ وَهْوَ حَازِمٌ * كَمَا اخْتَلَّ في نَظْمِ القَرِيضِ عَبِيدُ
وقول الشَّاعر " من الطَّويل ":
وإنَّ امْرَأً يُمْسِي وَيُصْبِحُ سَالِمًا * مِنَ النَّاسِ -إلاَّ ما جَنَى- لَسَعِيدُ
وقول الشَّاعر " من الطَّويل ":
لِكُلِّ امْرِئٍ مِن دَهْرِهِ ما تَعَوَّدَا * وَعَادَاتُ سَيْفِ الدَّوْلَةِ الطَّعْنُ في العِدَا
والله أعلم. وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله، وسلَّم.
ـ[أبو عبد الله]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 06:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أيتها الأخت الفاضلة عائشة، وأحب أن أضيف أمرين:
أحدهما: أن النحاة اختلفوا في إعراب هذه الكلمة، فمنهم من ذهب إلى أنها معربة من مكانين، وهما (الراء، والهمزة)، ومنهم من ذهب إلى أن إعرابها على الراء، وحركة الهمزة تابعة لما قبلها، كما قرئ: الحمد لُله (بضم اللام) تبعا لخركة الدال قبلها.
والآخر: أن هناك كلمة أخرى ـ في العربية ـ تشرك هذه الكلمة في أن حركة إعرابها على الحرف الأخير والذي قبله، وهي كلمة (ابنم) مفخم (ابن)؛ لأن العرب إذا دللت الابن قالت: بنيّ، وإذا فخمته قالت: ابنم. ففي حالة الرفع تضم النون والميم، وتفتحان في حالة النصب، وتكسران في حالة الجر. وجزاكم الله خيرا، فقد ذكرتموني ما كدت أنساه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عائشة]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 06:59 م]ـ
جزاكم الله خيرًا على الإفادة، ونفع بكم.
ـ[محمد المراكشي]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 02:43 م]ـ
السلام عليكم
أختي ذكرت أن الهمزن المتطرفة تتبع حركة الحرف الذي قبلها
فهل إذا كانت متطرفة ودخل عليها ضمير متصل تعتبر متطرفة أو متوسطة
مثال ماء هل تكتب ماءه في حالات الرفع والنصب والجر
أو تكتب في حالة الرفع على الواو {ماؤه} وفي حالة النصب {......} وفي حالة الجر على الياء {مائه}
ـ[عائشة]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 09:16 م]ـ
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته.
يُعَدُّ هذا توسُّطًا عارِضًا.
جاء في كتاب " قواعد الكتابة الإملائيَّة " لمحمَّد شكري الفيومي:
(قد يكون وجود الهمزة في وسط الكلمة عارضًا، ليس في أصل وضعها اللُّغويِّ، بل نشأ نتيجة اتِّصال الكلمة المُنتهية بالهمزة بما يتَّصِلُ بها رسمًا، فتصير الهمزة بهذا الاتِّصال مُتوسِّطةً. ومِمَّا يتَّصِلُ بالكلمة فيُحدِثُ فيها هذا التَّغيير: الضَّمائر المُتَّصلة بأنواعها المُختلفة، للتَّكلُّم أو الخطاب أو الغيبة، وعلامات التَّثنية والجمع، وتاء التَّأنيث، وألف تنوين النَّصب، وهذا ما يُسمَّى " التَّوسُّط العارض ". ولهذا التَّوسُّط أحكام التَّوسُّط الأصليّ، انطلاقًا منْ أنَّ الكلمة أصبح لها وَضْع جديد، دَخَلَتْ به في دائرة الهمزة المتوسِّطة، ولم تَعُدْ مُتطرِّفة، ولكلِّ نوعٍ حالات) انتهى.
فكلمة " ماء " إذا اتَّصَل بها ضميرٌ: تُعامَلُ همزتُها معامَلة المتوسِّطة لا المتطرِّفة؛ فتُكتَبُ في حالة الرَّفع: " ماؤُه "، وفي حالة النَّصب: " ماءَه "، وفي حالة الجرِّ: " مائِه ".
ـ[محمد المراكشي]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 10:28 م]ـ
السلام عليكم
لقد أجدت وأفدت فجزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الملك 2]ــــــــ[27 - 07 - 2008, 02:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
¥