ملتقي اهل اللغه (صفحة 3505)

ـ[البدر القرمزي]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 04:47 ص]ـ

لقد أحسنت وأبلغت أخانا الغالي فريد البيدق وضربت على المفصل، فهذا مايحكم به العقل الصحيح، والمذهب الفصيح، وهو ما يحدو إليه سداد المذهب؛ لأن علم العَروض يمتح من علوم العربيَّة كلِّها، ومن الصعب بل من الجور أن نلحقه بأحدها دون الأُخريات، ولذلك فإنَّ من كمال الرأي أن نجعله علماً مستقلاً.

لله درُّك يا فريدُ، فقد أطلقت وثاقه، وأرخيت خناقه، وخلعت عنه رِباقه، وأمطت عنه علائق المرتبك، وفككت أسره، وأزلت حصره، وقد أزلت عنه الشكال، ورفعت عنه القيود والأغلال، وحللت عنه عقد العِقال، وأخرجته من ضنك الاعتقال؛ فخلَّصته ممَّا كان فيه من ثقل الإصر، وضيق الحصر، وشدَّة الأسر، فحللت أصفاده، ورفعت أقياده ... فكلامك واضح، ومذهبك في هذه المسألة راجح؛ وأظنُّ أن كلامك قد وقع في نفوس قارئيه الموقع الذي توخَّيته، وحلَّ منهم المحلّ الذي تحرَّيته، فلا عدمنا أمثالك يشاركوننا الرأي، ويطارحوننا المسائل، ويدعون إلى الصلاح والصواب، للحصول على الأجر والثواب.

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 05:15 م]ـ

بوركت أخي الحبيب البدر، ودام حرفك الدافع!

ـ[أبو الطيب]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 04:03 م]ـ

الأخ الفاضل فريد البيدق

لم يكن الأمر ابتداءً - فيما أرى - يحتاج إلى كل هذه التحليلات حتى ننتهي إلى أن العروض علم مستقل، فهو في أذهان دارسي العربية علم مستقل، ولكن الإشكال هنا ليس في استقلالية علم العروض أو اندراجه تحت علم آخر كما ذهب إليه خاطرك مستفزًّا باختلاف توزيعه إداريا أو فنيا على أقسام اللغة العربية في كليات مختلفة - بل الإشكال إن كان هناك إشكال في نسبة العلم، هل هو إلى النحو والصرف أقرب أو إلى البلاغة والنقد، فهكذا ينبغي عندي أن تطرح القضية.

ولكن أخي الكريم ما الهدف من طرح هذه القضية؟

هل هو الخلوص إلى تحديد الانتماء الإداري لهذا العلم بمعنى أن نصل إلى وضع العروض مع النحو في قسم أو مع البلاغة والنقد في قسم أو جعله في قسم مستقل؟

أقول لك أخي الكريم لقد طرح هذه القضية أحد الباحثين في مؤتمر علمي بكلية دار العلوم وكان تعليق الدكتور علي أبو المكارم على ورقته تلك أنها لا تعدو أن تكون - بقضيتها هذه التي طرحتها - زوبعة في فنجان قائلا: ليُدَرِّس العروضَ من يتقنه وانتهى الأمر.

لماذا أخي الكريم؟

لأن هذا التوزيع يخضع لعدة معايير أولها قرب النسبة بين علوم القسم الواحد لكنه ليس آخرها، ولو أننا ذهبنا نضع كل علم مستقل في قسم لوجب أن يستقل علم الأصوات بقسم، وعلم الصرف بقسم، وعلم المعجم أو متن اللغة بقسم، والنحو بقسم، وعلم الدلالة بقسم، والبلاغة بقسم، والنقد بقسم، وعلم الخط أو الإملاء بقسم، بل زد على هذا علم أصول النحو له قسم، وتاريخ النحو له قسم، وتاريخ البلاغة قسم، والأدب قسم، وهذا التقسيم لا يستقيم لأسباب تتعلق باختلاف أحجام العلوم، ودرجة قبولها للتجديد البحثي وتوزيع ساعات المقرر، إلى غير ذلك.

فما الضير إذن من أن يكون العروض مع النحو والصرف في قسم أو مع البلاغة والنقد في قسم، أو مع الشعر في قسم .... دون أن يمس ذلك باستقلاله؛ لأن استقلاله لا ينفي نسبته إلى غيره من علوم العربية، وهذه النسبة تقربه من بعضها أكثر مما تقربه من بعض آخر، فإذا اختلفت وجهات النظر إلى هذه النسبة فلن يضير هذا علم العروض في شيء، لأن قواعد العلم واصطلاحاته ثابتة مستقلة.

ـ[أبو الطيب]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 04:15 م]ـ

أخي الكريم فريد

أما إدخال علم القافية في علم العروض بدعوى (أن علم القافية يختص بآخر أجزاء التفعيلة العروضية) فهو أولا متناقض مع الخط الذي سرت عليه في مقالك، إذ بينا أنت ساع إلى الكشف عن استقلال العروض وتخليصه من الظلم الواقع عليه بجعله تابعا لغيره، ظلمت علم القافية وأوقعت عليه ظلما أشد إذ جعلته جزءا من علم العروض، ولم تكتف بقوة النسبة بينهما كما فعل من جعل العروض مع النحو والصرف في قسم رعاية لقوة النسبة بينها، بل أدخلت القافية في العروض قسرا وجعلتهما علما واحدا.

وهذا أخي الكريم تناقض في بنية التفكير ظاهر.

ثم إن العلة التي سقتها لإدخال علم القافية في علم العروض علم غامضة، وظاهرها غير مستقيم إذ المعلوم أن علم القافية يدرس وحدةً في آخر البيت لا تتوقف على التفعيلات ولا على الكلمات وهي آخر ساكنين في البيت وما بينهما من متحركات مع الحركة التي قبل الساكن الأول.

وهذه الوحدة كما ترى لا يمكن بحال من الأحوال أن نطلق عليها آخر أجزاء التفعيلة العروضية؛ لأن آخر أجزاء التفعيلة العروضية إما أن يقصد به آخر سبب أو وتد فيها، أو أن يقصد آخر حرف فيها، وكلاهما بعيد كل البعد عن وحدة القافية، هذا مع أنك - حتى - لم تخص التفعيلة العروضية بالأخيرة!

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 10:37 م]ـ

أكرمت أخي الحبيب أبا الطيب!

لا يخفى عليك أن تخصيص العلم بقسم يجعله مختصا بميزانية تسمح له بأبحاث تزيده ثراء وعمقا.

أما تعليق الدكتور الشاعر فهذا تعليق مجمل غير علمي!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015