ملتقي اهل اللغه (صفحة 3361)

10535 عبدالرزاق، عن ابن جُرَيْجٍ قال: حدثت أنَّ سلمانَ الفارسي تزوج امرأة، فلَمَّا دخل عليها، وقف على بابها، فإذا هو بالبيت مستورٌ، فقال: ما أدري أمَحْموم بيتكم أم تحولت الكعبة في كندة؟ والله لا أدخله حتى تُهَتَّكَ أستارُه، فلَمَّا هَتَّكُوها فلم يبقَ منها شيء، دخل فرأى متاعًا كثيرًا وجواريَ، فقال: ما هذا المتاع؟ قالوا: متاعُ امرأتك وجواريها، قال: والله ما أمرني حِبِّي بهذا، أمرني أنْ أُمْسِكَ مثل أثاث المسافر، وقال لي: ((مَن أمسك من الجواري فضلاً عما نكح أو يُنْكِح، ثم بَغَيْنَ، فإثْمُهن عليه))، ثم عمد إلى أهله، فوضع يدَه على رَأْسِها، وقال لمن عندها: ارتفعن، فلم يَبْقَ إلا امرأتُه، فقال: هل أنت مطيعتي رَحِمك الله؟ قالت: قد جلستَ مَجْلِسَ مَن يُطاع، قال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال لي: ((إِنْ تَزَوَّجْتَ يومًا، فليكن أولَ ما تلتقيان عليه على طاعة الله))، فقومي فلْنُصَلِّ ركعتين، فما سَمِعْتِنِي أدعو به فأَمِّنِي، فصليَا ركعتين وأمنت، فبات عندها، فلما أصبح جاءه أصحابه، فلَمَّا انتحاه رجل من القوم، فقال: كيف وجدت أهلك؟ فأعرض عنه، ثم الثاني، ثم الثالث، فلما رأى ذلك، صرف وجهه إلى القوم، وقال: رحمكم الله، فيما المسألة عما غيبت الجُدُرات، والحُجُب، والأَسْتَار؟ بحَسْبِ امرئٍ أن يسأل عما ظهر إن أُخْبِرَ أو لَم يُخْبَر.

ب- شاهدان شعريان:

أورد الكتاب هذين الشاهدين:

• قول حسان - رضي الله عنه -:

عَلَى مَا قَامَ يَشْتِمُنِي لَئِيمٌ http://www.ahlalloghah.com/Images/alukah30/space.gif

كَخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ فِي رَمَادِ http://www.ahlalloghah.com/Images/alukah30/space.gif

• قول عمر بن أبي ربيعة:

عَجَبًا مَا عَجِبْتُ مِمَّا لَوَ ابْصَرْ http://www.ahlalloghah.com/Images/alukah30/space.gif

تَ خَلِيلِي مَا دُونَهُ لَعَجِبْتَا http://www.ahlalloghah.com/Images/alukah30/space.gif

لِمَقَالِ الصَّفِيِّ فِيمَا التَّجَنِّي http://www.ahlalloghah.com/Images/alukah30/space.gif

وَلِمَا قَدْ جَفَوْتَنَا وَهَجَرْتَا http://www.ahlalloghah.com/Images/alukah30/space.gif

• ثم قال ابن مالك ص218:

وفي عدول حسان عن "علامَ" وعدول عمر عن "لماذا" مع إمكانهما دليلٌ على أنَّهما مُختاران لا مضطران.

(3)

ماذا يعني هذا؟

يعني أنَّ مَن يتعامل مع النصوص التراثية يلزمه التريُّث عند وجود ما يُخالف ما درسه، ويلزمه البحث، وإذا لم يَجِدْ نتيجةً لبحثه، فعليه بالتوقُّف حتى يُوجَد له علمٌ في مسألة المخالفة تلك.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[21 - 01 - 2011, 07:43 م]ـ

أحسنت جدًّا يا فريد، بارك الله فيك، تنبيهات مفيدة.

ـ[سيف بن صقر]ــــــــ[22 - 01 - 2011, 07:26 م]ـ

نحن لا نملك تخطئة شاهد يحتج به، لكن هل نملك أن نقيس عليه لمجرد وروده؟ قطعا هذا لا يجوز وإنما لابد من الاستفاضة والكثرة التى تبيح القياس، وليس معنى ذلك أن نتكلف التأويل لما شذ عن القواعد المشهورة، وإنما حسبنا أن نعرف الخلاف لنفهم به تلك الشواهد دون أن نقيس عليها

ـ[البدر القرمزي]ــــــــ[22 - 01 - 2011, 10:44 م]ـ

أحسنت أخي فريد وأجدت، ولكن كما قلت: إنَّ ذلك لا يُلغي الأصل، وربَّما أكَّده.

وأكرر قول أخي سيف: "نحن لا نملك تخطئة شاهد يحتج به، ولا نملك أن نقيس عليه لمجرد وروده؟ وإنما لابد من الاستفاضة والكثرة التى تبيح القياس، وليس معنى ذلك أن نتكلف التأويل لما شذ عن القواعد المشهورة، وإنما حسبنا أن نعرف الخلاف لنفهم به تلك الشواهد دون أن نقيس عليها".

ـ[عائشة]ــــــــ[25 - 01 - 2011, 12:56 م]ـ

شكر الله لكم.

قالَ ابنُ الشَّجريِّ في «أماليه 2/ 546»:

(ومِنَ العَرَبِ مَن يُثْبِتُ الألفَ فيقولُ: لِمَا تفعلُ كذا؟ وفيما جِئتَ؟ وعلَى ما تسبُّني؟

قالَ حسَّان:

علَى ما قامَ يشتمُني لئيمٌ ... كخنزيرٍ تمرَّغَ في دَمانِ

... وقالَ آخَرُ:

أنَّا قَتَلْنَا بقتلانا سَراتَكُمُ ... أهلَ اللِّواءِ ففيما يكثرُ القِيلُ) انتهَى.

وقالَ السَّمينُ الحلبيُّ في «الدرِّ المصون 1/ 516»:

(و «لِمَ» جارٌّ ومجرورٌ، اللامُ حرف جرٍّ، و «ما» استفهاميَّةٌ في محلِّ جَرٍّ؛ أي: لأيِّ شيءٍ؟ ولكنْ حُذِفَتْ ألفُها؛ فرقًا بينها وبين «ما» الخبريَّة. وقد تُحمَلُ الاستفهاميَّة على الخبريَّة فتثبتُ ألفُها؛ قالَ الشَّاعرُ:

علَى ما قامَ يشتمُني لئيمٌ ... كخنزيرٍ تمرَّغَ في رَمادِ

وهذا ينبغي أن يُخَصَّ بالضَّرورةِ -كما نصَّ عليه بعضُهم-، والزَّمخشريُّ يُجيزُ ذلك، ويُخَرِّجُ عليه بعض آي القرآن.

كما قد تُحمَل الخبريَّة على الاستفهاميَّة في الحذفِ في قولهم: «اصنع بمَ شئت»، وهذا لمجرَّد الشبه اللَّفظيّ) انتهى.

ـ[متبع]ــــــــ[23 - 04 - 2012, 02:13 م]ـ

يرفع لأهمية الموضوع

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015