ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[20 - 04 - 2012, 01:23 م]ـ
سؤال لأهل العروض:
ما حكم التذييل في الرجز المشطور المزدوج؟
لأني وجدت مصحح متن (موطأة الفصيح) أثبت البيت قبل الأخير من النظم هكذا:
وصل يا رب مع السلام ... على النبي صفوة الأنام
وأصله كما ذكر في الحاشية:
وصل يا رب على خير الأنام ... وحيه عني بأطيب السلام
وفيه تذييل كما هو واضح، وعلق المحقق في الحاشية بعد أن أورد بيت ابن المرحل، فقال: وفي قافية مصراعيه اجتماع ساكنين، وقد أصلحه الشيخ - المصحح - بتمامه.
فعلة التصحيح - عند المصحح - التخلص من التذييل الوارد في الأصل، فهل عمل المصحح هنا صحيح؟
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[20 - 04 - 2012, 02:08 م]ـ
أخي في الله أبا إبراهيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقدسألني أحد إخواني قي المجلس العلمي هذا السؤال، فكان مما قلت في الجواب:
فأمَّا العربُ الأوائلُ ـ يا أخي ـ فلم يستعملوا الرجز مذيَّلًا، وأما المولدون فهم الذين استخدموا التذييلَ في مشطور الرجز المزدوج كثيرًا اعتمادًا على كثرة توسُّع العربِ فيه، قال: ابن بري:
للعرب تصرفٌ واتساعٌ في الرجز؛ لكثرته في كلامهم لسهولتِه وعذوبتِه، ومن ذلك التوسُّعِ أيضًا أنهم قطعوا عروضَ وضربَ الرجزِ المشطورِ المزدوجِ، ولم يرد القطعُ عن الأوائلِ في المشطورِ؛ وعليه فالمشطورُ المزدوجُ يأتي عروضه وضربه صحيحين أو مقطوعين أو مذيَّلين، قال في الإرشاد الشافي:
وقد اغتفر دخولُ التذييلِ في الرجز للمولدين،
ثمَّ ـ يا أخي ـ ألم يمرَّ عليكَ ـ وأنت تضبطُ ألفيةَ البلاغةِ للسيوطيِّ ـ بيتٌ مذيلٌ؟
ألم تضبطْ قولَ السيوطي:
ويوصف اللفظ بتلك باعتبارْ **** إفادةِ المعنى بتركيبٍ يصارْ
ثم قوله:
فهو فصيحٌ من كليم أو كلامْ **** وعكس ذا ليس ينالُه التزامْ
والأمثلة كثيرة عنده وعند غيره، أمَّا عن العرب فلا؛ ولهذا قلتُ قديمًا:
واستعملوا المشْطُورَ بازدواجِ **** فجَازَ قطْعُهِ بلا إحْراجِ
والمحْدثُون ذيَّلُوا المشطورا ... ولم يردْ عن غيرِهم مأثورا
هذا، واللهُ أعلمُ، والسَّلام.
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[20 - 04 - 2012, 03:59 م]ـ
أستاذنا (محمود مرسي) حفظه الله تعالى:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإني حين وضعت هذا السؤال كنت على علم بجوابه، لكني أحببت أن أستزيد وأستفيد - ويستفيد غيري - من علم أمثالك بارك الله فيك.
وهذه المسألة هي مما استفدته من منازعاتك القيمة، حيث كنتَ قلتَ في إحدى منازعاتك:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي نعلمُه ـ يا أخي ـ أنَّ التذييلَ إنما يدخُلُ الرجزَ المشطورَ إذا استعمِلَ مُزْدوجًا، علمًا بأنَّ المحدثين هم الذين ذيَّلوه، وقد أشرتُ إلى ذلكَ بقولي في الوافي:
وَشطروا الرَّجَزَ حتى أضحى **** ثلاثةَ الأجزاءِ وَهْو صَحَّا
واسْتعملوا المشطورَ بازْدِواج ... فجازَ قطْعُه بلا إحرَاجِ
والمحدثون ذيَّلُوه لَا الأُوَلْ ... إذ لم يذيَّلْ عنهمُ فيما وَصَلْلكن هذه الفائدة كانت أثناء حديث عن مسألة أخرى متعلقة ببحر الرجز، فأحببت أن تفرد هذه الفائدة بحديث مستقل، فأنشأت هذا الحديث.
..........................
وهذا جواب الدكتور عمر خلوف في شبكة الفصيح
حين سئل عن التذييل والترفيل في الرجز - كنت قد قيدته قديما - قال فيه:
لا يمتنع عندنا الترفيل ولا التذييل في ضروب الرجز؛ تاماً أو مجزوءاً أو منهوكاً أو مشطوراً، سواء وجد الشاهد أم لم يوجد ..
وبالعودة إلى ما لديّ، أتقدم بين أيدي أساتذتي بهذه الشواهد، مكتفياً بالمرفّلات، التي تدل بلا ريب على وجود المذيّلات ..
فمن التام:
يقول مطران:
يا طيبَ يومٍ لا يُضاهَى حُسْنُهُ=بِيُمْنِهِ قرّتْ وسُرّتْ أسرتانِ
هنّأَ فيه السّعْدُ إذْ أرَّخَهُ= (هنري ولورا) قَمَرَيْ هذا القِرانِ
ويقول عبد الله الأخطل:
عالٍ عليكِ الحبُّ أنتِ للترابِ=ما شرِبَتْ عيناكِ من كأسِ السّحابِ
مَنْ يهدر الخمرَ حَواليكِ كَمَنْ=قد هتَكَ الكرومَ واغتالَ الخَوابي
ومن المجزوء:
يقول الزركلي:
يا أيّها المصغي إلى=ما زعَمَ الزاعمُ عنّا
أسكِتْهُ أو تنقلبَ الـ=أحداثُ عكسَ المُتَمنَّى
ولأحمد الشامي:
جميلةٌ أنتِ ولـ=كِنْ هلْ جَمُلْتِ في الطباعِ
إنسيّةٌ أنتِ، ولـ=كِنْ فيكِ من طبعِ الأفاعي
.......................
تنبيه:
ثمَّ ـ يا أخي ـ ألم يمرَّ عليكَ ـ وأنت تضبطُ ألفيةَ البلاغةِ للسيوطيِّ ـ بيتٌ مذيلٌ؟
ألم تضبطْ قولَ السيوطي:
ويوصف اللفظ بتلك باعتبارْ **** إفادةِ المعنى بتركيبٍ يصارْ
ثم قوله:
فهو فصيحٌ من كليم أو كلامْ **** وعكس ذا ليس ينالُه التزامْ
لعلك تقصد الأستاذ أبا مالك، فهو صاحب هذا العمل المبارك، بارك الله فيه وفي جهوده.
.........................
سؤال آخر:
ولهذا قلتُ قديمًا:
واستعملوا المشْطُورَ بازدواجِ **** فجَازَ قطْعُهِ بلا إحْراجِ
والمحْدثُون ذيَّلُوا المشطورا ... ولم يردْ عن غيرِهم مأثورا
واسْتعملوا المشطورَ بازْدِواج ... فجازَ قطْعُه بلا إحرَاجِ
والمحدثون ذيَّلُوه لَا الأُوَلْ ... إذ لم يذيَّلْ عنهمُ فيما وَصَلْ
أي الروايتين نعتمد؟
........................
¥