ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[20 - 05 - 2013, 02:55 ص]ـ
خروج رسم الألف والواو والياء والهمزة في القرآن الكريم عن مقتضى الظاهر
الحقيقة أن هناك فروقا كثيرة بين الرسم العثماني الأصلي الذي استخدمه الأوائل في كتابة المصاحف الأولى وبين الرسم العثماني الحديث الذي استخدمه المتأخرون مع بعض التغييرات في كتابة المصاحف العثمانية الحديثة.
لذلك فإن أي تحليل لرسم المصاحف العثمانية الحديثة لا يصلح لمعرفة أسباب الفروق في رسوم حروف الألف والواو والياء والهمزة، وأسباب تغير رسومها من مكان إلى آخر.
ولذلك أيضا، فإن من يرغب في فهم أسباب التغير الحاصل في رسم الحرف الواحد من مكان إلى آخر، وأسباب إهمال كتابة بعض هذه الحروف في أماكن وأوضاع معينة في القرآن الكريم ينبغي عليه أن يقوم بالبحث في رسوم المصاحف العثمانية الأصلية حتى يستقيم بحثه وتصح استنتاجاته واستنباطاته.
ليس من الصعب على الباحث الصبور في رسوم المصاحف العثمانية الأصلية الأولى أن يكتشف أن لكتابة رسوم حروف الألف والواو والياء والهمزة في المصاحف الأصلية الأولى قانون إملائي محكم يحكمها، وقد كان لهذا القانون الإملائي المحكم والفريد الذي تعلمه كتبة المصاحف وأتقنوا استخدامه في رسم الحروف العربية التي كتب بها القرآن الكريم (وربما في رسم كلمات كافة المخطوطات العربية المعاصرة للقرآن الكريم) القدرة على ضمان كتابة موحدة للقرآن الكريم لا تتغير من كاتب إلى آخر.
لم يربط أحد من علماء المسلمين حتى عصور متأخرة بين التدبر والكتابة في القرآن الكريم، ولم يفكر أحدهم قط في استخدام الرسم القرآني وسيلة للتدبر أو الفهم أو التفسير، ولم يحدث في التاريخ البشري كله ولا في أي لغة من لغات العالم أي ربط بين رسم النصوص وبين معانيها وذلك لأن الإنسان اخترع الكتابة ووضع القوانين لرسمها من أجل تمثيل أصوات الحروف ونطق الكلمات وحفظ النصوص فقط وليس لأي هدف آخر.
لا مانع من السعي لمعرفة ودراسة أسرار الكتابة والإملاء ورسم حروف القرآن الكريم بشكل علمي في معزل عن معانيه المعروفة بكافة أوجهها النحوية للعارفين المتخصصين بلغة العرب، لكن دعوى تفسير القرآن الكريم من خلال رسوم حروفه، هي دعوى ضعيفة وباطلة وفاسدة وفاشلة وغير متماسكة، وهي لا أصل لها ولا سند، وهي مفضوحة لكل ذي عقل سليم.
منذر أبو هواش
ـ[البدر القرمزي]ــــــــ[20 - 05 - 2013, 01:12 م]ـ
الحقيقة التي لا شك فيها أن القرآن الكريم كتب في المرات الأولى بحسب قواعد العصر آنذاك، وبذلك يكون الرسم العثماني قد وضع أمامنا نموذجاً صادقاً لما كانت عليه الكتابة العربية في النصف الأول من القرن الهجري الأول، حينها كان الناس لا يجدون فروقاً بين رسم المصحف الشريف ورسومهم آنذاك، وقد تطوَّرت هذه الكتابة مع الأيام على أيادي علماء البصرة والكوفة وغيرهم فوضعوا للرسم العربي ضوابط قياسية بنوها على أقيستهم النحوية وأصولهم الصرفية، بيد أن هذا التطور والتطوير لم يجاره تغيير في رسم المصحف، وبقي المصحف على ما كُتِب عليه في المرة الأولى، خوفاً من أن تمتدَّ أيادي السوء بالعبث في المصحف الشريف، بحجة التطور والتطوير؛ ومع مرور السنين وتباعدها صار الاختلاف بين الرسوم الأُخرى والمصحف كبيراً، ولذلك قال ابن درستويه في كتابه الموسوم بكتاب الكتاب: خطَّان لا يُقاسان ولا يُقاس عليهما: خط المصحف وخط العروض.
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[20 - 05 - 2013, 07:28 م]ـ
كان الناس لا يجدون فروقاً بين رسم المصحف الشريف ورسومهم آنذاك،
وضعوا للرسم العربي ضوابط قياسية بنوها على أقيستهم النحوية وأصولهم الصرفية،
وبقي المصحف على ما كُتِب عليه في المرة الأولى،
خوفاً من أن تمتدَّ أيادي السوء بالعبث في المصحف الشريف،
بحجة التطور والتطوير
إضافة مفيدة، بارك الله فيك وعليك.
ودمتم