ملتقي اهل اللغه (صفحة 3109)

سؤال عن علة فصل " مستفع لن " في بحر الخفيف

ـ[أبو إلياس السعداني]ــــــــ[08 - 12 - 2013, 11:38 م]ـ

إلى أهل العروض بارك الله فيكم

ما علة فصل التفعلة " مستفع لن " في بحر الخفيف؟

ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[09 - 12 - 2013, 05:23 م]ـ

أخي في الله

السَّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاتُه، وبعدُ:

فلوْ تأَمَّلْتََ ـ يا أخِي ـ التَّفْعِلَتَيْنِ: (مُسْتَفْعِلُنْ) و (مُسْتَفْعِ لُنْ) لَوَجَدْتَ بينهما فرْقًا؛ حَيْثُ إِنَّ لِكُلِّ تفعيلةٍ منْهما حُكْمًا يَخُصُّهَا فِي مَوْضِعِهَا رغْمَ اشْتِرَاكِهمَا في الصِّيغَةِ والْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ:

وَلْنَأْخُذْ: (مُسْتَفْعِلُنْ) ذَاتَ الْوَتَدِ الْمَجْمُوعِ فِي الرَّجَزِ وَ (مُسْتَفْعِ لُنْ) ذَاتَ الْوَتَدِ الْمَفْرُوقِ فِي الْخَفِيفِ مَثَلًا يَتَّضِحُ بِهِ الْأَمْرُ؛ فَإِنَّهُمْ يَقَولُونَ: بِالْمِثَالِ يَتَّضِحُ الْمَقَالُ،

فَأَقُول:

إِنَّ (مُسْتَفْعِلُنْ) فِي الرَّجَزِ تَتَكَوَّنُ مِنْ سَبَبَيْنِ خَفِيفَيْنِ فَوَتَدٍ مَجْمُوعٍ،

وَعَلَيْهِ إِنْ وَقَعَتْ حَشْوًا جَازَ فِيهَا:

1 ـ الْخَبْنُ بِحَذْفِ الثَّانِي السَّاكِنِ

2 ـ الطَّيُّ بِحَذْفِ الرَّابِعِ السَّاكِنِ،

3 ـ وَيَجُوزُ أَنْ يَجْتَمِعَ الْخَبْنُ وَالطَّيُّ، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ بِالْخَبْلِ.

وَلَا يَجُوزُ فِيهَا الْكَفُّ بِحَذْفِ السَّابِعِ السَّاكِنِ؛ لِأَنَّ السَّابِعَ السَّاكِنَ هُنَا إِنَّمَا هُوَ آخِرُ وَتَدٍ لَا ثَانِي سَبَبٍ، وَالزِّحَافُ لَا يَدْخُلُ الْأَوْتَادَ، وَإِنَّمَا يَجُوزُ حَذْفُ السَّابِعِ وَتَسْكِينُ مَا قَبْلَهُ وَهُوَ الْمُسَمَّى بِالْقَطْعِ، لَكِنْ هَذَا إِنَّمَا يَكُونُ فِي الضَّرْبِ لَا الْحَشْوِ؛ لِأَنَّ الْقَطْعَ عِلَّةٌ لَا تَحِلُّ الْحَشْوَ.

هَذَا عَمَّا يَجُوزُ وَيَمْتَنِعُ بِـ (مُسْتَفْعِلُنْ) ذَاتِ الْوَتَدِ الْمَجْمُوعِ فِي حَشْوِ الرَّجَزِ، وَالْأَمْثِلَةُ وَافِرَةٌ لَا دَاعِيَ لِذِكْرِهَا اخْتِصَارًا.

أَمَّا (مُسْتَفْعِ لُنْ) ذَاتُ الْوَتَدِ الْمَفْرُوقِ، وَالَّتِي تَتَكَوَّنُ مِنْ سَبَبٍ خَفِيفٍ فَوَتَدٍ مَفْرُوقٍ فَسَبَبٍ خَفِيفٍ فَمَا الَّذِي يَجُوزُ فِيهَا إِذَا وَقَعَتْ فِي حَشْوِ الْخَفِيفِ مَثَلًا؟ وَمَا الَّذِي يَمْتَنِعُ؟

أَقُولُ:

يَجُوزُ فِيهَا:

أـ الْخَبْنُ بِحَذْفِ الثَّانِي السَّاكِنِ غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ مَشْرُوطٌ بِأَلَّا يُكَفَّ مَا قَبْلَهَا؛ لِثُبُوتِ الْمُعَاقَبَةِ فِي الْخَفِيفِ،

وَبَيْتُهُ:

وَفُؤَادِي كَعَهْدِهِ لِسُلَيْمَى ... بِهَوًى لَمْ يَحُلْ وَلَمْ يَتَغَيَّرْ

وَلَا يَجُوزُ حَذْفُ الرَّابِعِ السَّاكِنِ بِالطَّيِّ؛ لِأَنَّهُ ثَانِي الْوَتَدِ الْمَفْرُوقِ، وَلَيْسَ ثَانِيَ سَبَبٍ، وَالزِّحَافُ لَا يَدْخُلُ الْأَوْتَادَ.

ب ـ الْكَفُّ بحَذْفِ السَّابِعِ السَّاكِنِ، لَكِنَّ ذَلِكَ مَشْرُوطٌ بِأَلَّا يُخْبَنَ مَا بَعْدَهُ؛ لِثُبُوتِ الْمُعَاقَبَةِ فِيهِ كَمَا قُلْنَا، وَبَيْتُهُ:

يَا عُمَيْرُ مَا تُظْهِرُ مِنْ هَوَاكَ ... أَوْ تُجِنُّ يُسْتَكْثَرُ حِينَ يَبْدُو

ج ـ الشَّكْلُ بِحَذْفِ الثَّانِي وَالسَّابِعِ السَّاكِنَيْنِ بَيْدَ أَنَّ ذَلِكَ مَشْرُوطٌ بِأَلَّا تُكَفَّ التَّفْعِيلَةُ الْأُولَى، وَأَلَّا تُخْبَنَ الثَّالِثَةُ؛ لِثُبُوتِ الْمُعَاقَبَةِ كَمَا قُلْتُ:

هَذَا وَقَدْ وَفَتْ بِهِ الْمُعَاقَبَهْ ... فَلْيَسْلَمَا أَوْ فَلْتَكُنْ مُنَاوَبَهْ

فَفِي الْخَفِيفِ كَفُّهُ وَخَبْنُ مَا ... قَدْ جَاءَ بَعْدَ الْكَفِّ لَنْ يَنْتَظِمَا

وَبَيْتُ الشَّكْلِ:

صَرَمَتْكَ أَسْمَاءُ بَعْدَ وِصَالِ ... هَا فَأَصْبَحْتَ مُكْتَئِبًا حَزِينَا

ثُمَّ إِنَّ الشَّكْلَ هَذَا قَبِيحٌ ـ وَإِنْ رُوِيَ ـ

قُلْتُ فِيهِ:

وَالْكَفُّ صَالِحٌ بِذَاكَ الْحَشْوِ ... وَقَبَّحُوا الشَّكْلَ وَكُلٌّ مَرْوِي

وَهَكَذَا يَتَّضِحُ أَنَّ لِكُلِّ جُزْءٍ حُكْمًا يَخُصُّهُ ـ وَإِنِ اتَّفَقَتِ الصِّيغَةُ ـ

وَعَلَيْهِ نَقُولُ: إِنَّ ثَمَّةَ فَرْقًا بَيْنَ التَّفْعِيلَةِ ذَاتِ الْوَتَدِ الْمَجْمُوعِ وَالتَّفْعِيلَةِ ذَاتِ الْوَتَدِ الْمَفْرُوقِ الْمُشْتَرِكَتَيْنِ فِي الصِّيغَةِ، ومن هنا كتبُوا (مُسْتفعِ لُن) ذَاتَ الوتدِ المفْرُوق بالْفصْلِ ـ كمَا تقولُ ـ للتَّمييزِ وللتَّفرِقةِ بين التفعيلتين.

والله أعلمُ.

وما ذكرته مقتبسٌ من المشاركةِ رقم 82 هنا:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=284546&page=2

والسلام.

ـ[أبو إلياس السعداني]ــــــــ[13 - 12 - 2013, 07:54 م]ـ

بارك الله فيكم أخي محمود وسدد خطاكم ونفعنا ببركات علمكم.

ـ[خشان خشان]ــــــــ[21 - 12 - 2013, 12:07 م]ـ

اخي الكريم

الرابط أدناه موضوعه الوتد المفروق كما في (تف ع) في مستفع لن

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mafrooq

أتمنى أن تجده مفيدا

والله يرعاك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015