ملتقي اهل اللغه (صفحة 3036)

في قصة زكريا: (يفعل ما يشاء) وفي قصة مريم: (يخلق ما يشاء)

ـ[عائشة]ــــــــ[19 - 08 - 2008, 08:43 م]ـ

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

قال أبو حيَّان الأندلسيُّ -رحمه الله- في تفسيره " البَحْر المُحيط "، عند تفسير قوله تعالى: ? قَالَ كَذ?لِكِ ?للَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ? [آل عمران: 47]:

(تقدَّم الكلام في نظيرها في قصَّة زكريَّا، إلاَّ أنَّ في قصَّته: ? يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ?؛ من حيث إنَّ أمرَ زكريَّا داخلٌ في الإمكان العاديِّ الَّذي يُتعارَف -وإن قلَّ-، وفي قصَّة مَرْيمَ: ? يَخْلُقُ ?؛ لأنَّه لا يُتعارَف مِثْلُه؛ وهو: وُجود وَلَدٍ مّنْ غَيْرِ والدٍ؛ فهو إيجادٌ واختراعٌ مّنْ غَيْرِ سَبَبٍ عاديٍّ؛ فلذلك جَاءَ بلَفْظِ: ? يَخْلُقُ ? الدَّالِّ علَى هذا المَعْنَى) انتهى.

.

.

ـ[أبو طعيمة]ــــــــ[21 - 08 - 2008, 02:42 م]ـ

جزاك الله خيرا ..

لكن هنا إشكال في ذكر الفرق بين هاتين الآيتين ..

أولا أن الحالتين في أصلهما أو ماهيتهما هما خلق بغض النظر عن كون أحدهما داخلا في الإمكان الاعتيادي والآخر ليس كذلك ... فإن كلا الحالتين خلقٌ وإن اختلفت الطريق المؤداة في إنشاءهما ..

قال الله تعالى: " يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ" ..

فالله سمى مراحل نشأة الإنسان بأنه يُخلق في بطن أمه ..

ثانيا أن ما جرى مع زكريا عليه السلام هو أيضا معجز في كون زوجته عاقرا ومع هذا فقد أذن الله لها أن تنجب ... فأنجبت وهي عاقر -وهنا كان استغراب زكريا عليه السلام- وأما ما هو نادر الحدوث في أن تنجب عاقر فهو ليس كذاك لأن الطب الحديث أبان عن أن العقم ليس على حالة واحدة فقد تكون ثمة أسباب وتزول ولكن هناك حالات يستحيل معها الإنجاب إطلاقا وبتاتا .. وهذ أشبه بحالة زوجة زكريا عليه السلام لأن الله قال "كذلك الله يفعل ما يشاء" من جعل هذه العاقر أن تنجب بمشيئة الله ..

لذا أرى أن الفرق بينهما ليس كما أقره أبو حيان رحمه الله وحبذا لو أبان لنا أخ من أهل اللغة والبيان دقائق المعاني في مثل هذه الآيات وجزاكم الله خيرا

ـ[معاذ إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 04:10 م]ـ

((((ولادة يحيى أمر طبيعي من أب وأم ولا توجد أسباب بشرية تحول دون تنفيذ قدرة الله تعالى فأمر طبيعي أن يقول تعالى (يفعل ما يشاء) أما في أمر مريم وعيسى فالأمر مختلف فعيسى سيأتي من أم بلا أب والخلق إيجاد وإبداع فكان التعبير (يخلق ما يشاء). والمعجزة هنا أكبر فلا بد من التعبير بقوله تعالى (يخلق ما يشاء).)))))))

د: علي الشحود.

ـ[أبو أدهم]ــــــــ[21 - 01 - 2009, 03:52 م]ـ

البسملة1

بوركتم

ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[12 - 04 - 2009, 09:19 م]ـ

د. علي الشحود المحترم بارك الله بكم ونفع بكم الأمة نعم يادكتور ففي قصة زكريا عليه السلام الزوج والزوجة موجودان ولكن الانجاب غير موجود فاستخدم (يفعل) لان الحاجة إلى الفعل الرباني ليتم الانجاب، أما في قصة مريم فالانثى موجودة والاب غير موجود فاستخدم (يخلق) لعدم وجود الاب قال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} آل عمران59 والله اعلم

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[12 - 04 - 2009, 11:30 م]ـ

كل فعل يأتي مع الأمر الذي يناسبه

قال الدكتور فاضل السامرائي إن الفعل أيسر من الخلق بدليل أنك تسأل أحدهم: لم تفعل هذا؟ فيجيب: أنا أفعل ما أشاء. لكنه لا يستطيع أن يقول لك: أنا أخلق ما أشاء، لأن الفعل أيسر من الخلق في واقع الأمر.

لذلك فقد جعل سبحانه وتعالى الفعل الأيسر (يفعل) مع الأمر الأيسر (الإيجاد من أبوين)،

وجعل الفعل الأصعب (يخلق) مع الأمر الأصعب (الإيجاد من أم بلا أبّ).

ـ[سالم الجابري]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 07:12 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل ما يمكن ان يسمى (فعل) لابد ان يكون ناتجاً عن الجمع بين طرفين موجودين ومختلفين وقد يكون اكثر من طرفين وأما (الخلق) فهو ايجاد اصل الشيئ وتشكيله في الصورة المناسبة لما قدر له.

وعليه ارى ان الكلمتين قد جائتا لتعبران عن المعنى المراد، ولا شك ان الفعل اسهل من الخلق كما قال استا>نا السامرائي ولا يقدر على الخلق الا الله سبحانه وتعالى.

ـ[الأسلمية]ــــــــ[04 - 01 - 2010, 12:53 ص]ـ

تباركَ اللهُ أحسنُ الخالقين!

جُزيتِ خيرًا يا نبيلة ..

ـ[عائشة]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 05:33 ص]ـ

بارك الله فيكم -جميعًا-.

وقال الشَّيخ ابنُ عُثيمين -رحمه الله- في «تفسير سورة آل عمران 1/ 281» في الجوابِ عن هذا:

(الجوابُ: أنَّ هُناكَ نكتةً، وهي من وجهين:

الوجه الأوَّل ممَّا قاله العُلماء -وهو صحيحٌ-: أنَّ عيسَى -عليه الصَّلاة والسَّلام- خُلِقَ مِنْ غيرِ ما جَرَتِ العادةُ به، خُلِقَ علَى وجهٍ لَمْ تَجْرِ العادةُ بمثله إطلاقًا؛ فناسب التَّعبير بالخلق الدالّ علَى الإبداع؛ ولهذا يُقالُ: خَلَقَ اللهُ السَّمواتِ، ولا يُقالُ: فَعَلَ اللهُ السَّمواتِ، مع أنَّ الخلقَ فِعْلُهُ؛ لكنَّ الخلقَ فيه نوعٌ من الإبداعِ؛ ولذلك قال: (خَلَقَ).

الوجه الثَّاني: الرَّدّ على شُبَهِ النَّصارَى الَّذين يقولونَ: إنَّ عيسَى هو الله، واللهُ ثالثُ ثلاثةٍ؛ فيكون فيه التَّصريح بأنَّه مخلوقٌ، ويكونُ هذا قطعًا لدابرِ قولهم فيه.

إذن نكتة كونيَّة، ونكتة شرعيَّة؛ يعني: حكمة كونيَّة شرعيَّة) انتهى.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015