ـ[عائشة]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 02:47 م]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال الله -عزَّ وجلَّ-:
• وَ?للَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَـ?لاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ?لْجِبَالِ أَكْنَـ?نًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَ?بِيلَ تَقِيكُمُ ?لْحَرَّ وَسَرَ?بِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ? [النَّحل: 81].
قال الماورديُّ -رحمه الله-:
«فإن قيلَ: كيفَ قالَ: ? تَقِيكُمُ ?لْحَرَّ ?، ولَمْ يذكُرِ البرد، وقال: ? وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ?لْجِبَالِ أَكْنَـ?نًا ?، ولَمْ يذكُرِ السَّهل؟
فَعَن ذلك جوابان:
أحدهما: أنَّ القَوْمَ كانوا أصحاب جبالٍ وخيامٍ؛ فذَكَرَ لهم الجبال، وكانوا أصحابَ حَرٍّ دونَ بردٍ؛ فذَكَرَ لهم نعمته عليهم فيما هو مُختصٌّ بهم؛ وهذا قَوْلُ عطاء.
والجواب الثَّاني: أنَّه اكتفاء بذِكْرِ أحدهما عن ذِكْرِ الآخَر؛ إذْ كانَ معلومًا أنَّ السَّرابيلَ الَّتي تقي الحرَّ: تقي البردَ -أيضًا-، ومَنِ اتَّخذَ مِنَ الجبال أكنانًا: اتَّخذَ مِنَ السَّهل؛ وهذا قولُ الجمهور» انتهَى من «أدب الدُّنيا والدِّين» (ص265، 266 - ط. دار الفكر) -بشيءٍ من التَّعديل-.
ـ[فهد بن محمد الغفيص]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 11:18 م]ـ
البسملة1
بارك الله في قلمك يا أختاه
قال الإمام الحافظ ابن كثير في تفسيره: (وَقَالَ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ إِنَّمَا نَزَلَ الْقُرْآن عَلَى قَدْر مَعْرِفَة الْعَرَب أَلا تَرَى إِلَى قَوْله تَعَالَى " وَاَللَّه جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ الْجِبَال أَكْنَانًا " وَمَا جَعَلَ مِنْ السَّهْل أَعْظَم وَأَكْثَر وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا أَصْحَاب جِبَال؟ أَلا تَرَى إِلَى قَوْله " وَمِنْ أَصْوَافهَا وَأَوْبَارهَا وَأَشْعَارهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِين " وَمَا جَعَلَ لَهُمْ مِنْ غَيْر ذَلِكَ أَعْظَم وَأَكْثَر وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا أَصْحَاب وَبَر وَشَعْر , أَلا تَرَى قَوْله " وَيُنَزِّل مِنْ السَّمَاء مِنْ جِبَال فِيهَا مِنْ بَرَد " لِعَجَبِهِمْ مِنْ ذَلِكَ وَمَا أَنْزَلَ مِنْ الثَّلْج أَعْظَم وَأَكْثَر وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَعْرِفُونَهُ؟ أَلا تَرَى إِلَى قَوْله تَعَالَى " سَرَابِيل تَقِيكُمْ الْحَرّ " وَمَا تَقِي مِنْ الْبَرْد أَعْظَم وَأَكْثَر وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا أَصْحَاب حَرّ) انتهى.
ـ[معاذ إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 02:17 م]ـ
قال ابن تيمية: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا} إلَى قَوْلِهِ: {كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ}. وَلَمْ يَذْكُرْ هُنَا مَا يَقِي مِنْ الْبَرْدِ لِأَنَّهُ قَدْ ذَكَرَهُ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ وَذَلِكَ فِي أُصُولِ النِّعَمِ؛ لِأَنَّ الْبَرْدَ يَقْتُلُ فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعِيشَ فِي الْبِلَادِ الْبَارِدَةِ بِلَا دِفْءٍ بِخِلَافِ الْحَرِّ فَإِنَّهُ أَذًى لَكِنَّهُ لَا يَقْتُلُ كَمَا يَقْتُلُ الْبَرْدُ فَإِنَّ الْحَرَّ قَدْ يُتَّقَى بِالظِّلَالِ وَاللِّبَاسِ وَغَيْرِهِمَا وَأَهْلُهُ أَيْضًا لَا يَحْتَاجُونَ إلَى وِقَايَةٍ كَمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ الْبَرْدُ؛ بَلْ أَدْنَى وِقَايَةٍ تَكْفِيهِمْ وَهُمْ فِي اللَّيْلِ وَطَرَفَيْ النَّهَارِ.
(مجموع فتاوى ابن تيمية)
ـ[نـ ج ـوان]ــــــــ[19 - 09 - 2008, 06:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أخيتي عائشة .. جوزيت خيراً على هذا التفسير القيم ..
وكذلك الأخوين الفاضلين ..
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[10 - 11 - 2008, 02:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو العباس]ــــــــ[25 - 11 - 2008, 04:39 م]ـ
وَقَالَ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ إِنَّمَا نَزَلَ الْقُرْآن عَلَى قَدْر مَعْرِفَة الْعَرَب
فلذلك قرر العلماء القاعدة في أن: نصوص الكتاب تحمل على معهود الأميين في الخطاب. وبفهم هذه القاعدة يتبين ضلال من أقحم مكتشفات العصر العلمية في التفسير وليّ أعناق النصوص لتتوافق مع هذه المكتشفات!
[انظر: قواعد التفسير للسبت ص 217]