ـ[صريع الغواني]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد
فهذا موضوعٌ أحببت طرحه في هذا الملتقى، حتى أستفيد من أفاضل الجلساء، في مجلس الفضلاء، وأنا على يقين بحصول فائدة فريدة، او وجهة نظر سديدة، وقرة عيني أن يرشدني عارفٌ على كتاب موصوف، أو قول إمام معروف، يحز مفصل المسألة حزاً، فلا يجعل لها في نفسي ركزاً، ولو كان في نظر صاحبه يسيراً، فإني أراه جزيلاً كثيراً
ومنشأ الكلام حول ما عنونت له بما ترون، اعتقادي أن غير أهل السنة هم البارعون، تصنيفاً وتقعيداً، لا أقولها جزافاً، أو أردت بقومي إسفافاً، بل عن قناعة قارئ نهم، وما آتاني المولى من فهم، لدواعي وعدة أسباب، أذكر منها في هذا الباب؛ خوضهم غمار التأويل، على معاني آيات التنزيل
وقد قرأت سابقاً كتاباً للشيخ الصامل، إلا أنه لم يروِ لي غليلاً، ولا أشفى عليلاً
وما دمت قد عرضت رأيي في الموضوع، فهو بلا شك لباب النقد مخضوع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[إبراهيم براهيمي]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 07:40 م]ـ
البسملة1
اتصور أخي الكريم أن صرح العلوم العربية وبصورة اشمل المعارف التي ازدهرت وترعرت في ظل الحضارة الاسلامية هي وليدة العقل المسلم المتفجر بالابداع انذاك خدمة للاسلام والعقيدة الاسلامية آنى كان هويته وجنسه أو مذهبه وتفكيره؛ وإن شئت أن أوضح ذلك فيمكن أن ننظر في جهد العلامة البارع " الجاحظ " - م 250 هـ - صاحب الكتاب البلاغي الشهير " البيان والتبيين " فقد كان معتزليا في اعتقاده، ولكن أحدا لم ينكر علمه ونظراته الثاقبة في البلاغة، بالمقابل أجد تلميذه العالم الجليل " ابن قتيبة " - م 276 هـ - صاحب الكتب الرائعة التي ضمت نظرات بلاغية ثاقبة وهو امام لاهل السنة والجماعة في زمانه حتى " ليس بيت علم من خل بيته من كتب ابن قتيبة " ولكن أن تنظر في " الشعر والشعراء " أو " أدب الكاتب "، ولك أيضا أن تنظر في الجهد البلاغي لـ " جار الله الزمخشري -م 548 هـ - وفي تفسيره " الكشاف " الذي يوصى أئمة أهل السنة والجماعة مع تحفظهم على اعتقاده الاعتزالي
فهذه الامثلة كفيلة بابراز أن الدرس البلاغي والجهود النيرة التي تاسست به في تاريخنا الاسلامي ليست حكرا على فرد او جماعة دون اخرى؛ فقد كان الاحساس واحد وهو أن تلقي العلم إنما لخدمة الديانة - الاسلام -
والحمد لله اولا واخيرا
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[14 - 09 - 2008, 10:13 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم:
علمُ الآلة عبارةٌ عن أدواتٍ مُعِينةٍ لفهم علوم الغاية والتمكنِ فيها، فهي ليست مقصودةً لذاتها، بل لما وراءَها من علوم.
وعليه فهذه الأدوات كَلأٌ للجميع، ولا يتأتَى فيها تقسيمُ الناس إلى طوائفَ وفِرَقٍ على أساس عقَدي أومذهبي، لأن دراسة هذه الفنون، لا علاقة لها بالإلاهيات والنبوات والخلق والبعث، فلا يترتبُ عليها فسادٌ عقدي.
ولهذا كان ولا زال الكل من جميع الفرق ـ حتى العربي اليهودي والنصراني ـ يكتبُ فيها ويقعِّد وينظِّر ويناقش من غير تمييز ولا تعصب، لأن اللغة لغةُ الجميع وليست حكرا على طائفة دون أخرى.
وهذا ما فهمه الأولون، فلا نقرأ لهم هذه التقسيماتِ المعاصرةَ الغريبة الممجوجة؛ كمِثْل مَنْ يريد تقسيم الشعراء إلى شعراءِ أهلِ السنة , وشعراءِ أهل البدع، أو نحاةِ أهل السنة , و .... ، أو أدباءِ أهل السنة , و ....
ولا يخفى على أيِّ عاقلٍ ما في هذا التقسيمِ من جهل كبير بأصول الفنون ومقاصدها.
وبالله التوفيق.
ـ[أبو العباس]ــــــــ[01 - 11 - 2008, 01:38 م]ـ
ومنشأ الكلام حول ما عنونت له بما ترون، اعتقادي أن غير أهل السنة هم البارعون، تصنيفاً وتقعيداً، لا أقولها جزافاً، أو أردت بقومي إسفافاً، بل عن قناعة قارئ نهم، وما آتاني المولى من فهم، لدواعي وعدة أسباب، أذكر منها في هذا الباب؛ خوضهم غمار التأويل، على معاني آيات التنزيل
إن كان القصد من حديثك علم البلاغة المصنّف المعروف فهذا إن رأينا إلى الكثرة الكاثرة فنعم؛ على ما اعترى البلاغة من خور وضعف لمّا دخلها منطق اليونان على أيدي هؤلاء ..
ومردّ هذا الضعف إلى قلّة أهل السنّة والجماعة على مرّ العصور من حين افتراق الناس إلى يومنا هذا .. فإذا علمتَ أنّ أهل السنّة في بعض الأعصر كانوا محصورين في جماعة من الحنابلة قليلة العدد بينما السلطان على الناس والدولة بيد غيرهم علمتَ مبلغ سخافة المقارنة بين أهل السنة وغيرهم في علوم الآلة ..
غير أنّ من الحق المقرر المعروف أن أوائل هذه العلوم - علوم الآلة - كانت في يد أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمّة ..
ولو نظرت إلى طبقة التابعين وتابعيهم ومن بعدُ وذلك في أوائل نشأة العلوم إذ العقول الراجحة والابتداع العلمي الحقيقي لرأيت أنّه على يد أهل السنة وهم عامّة الناس حينئذ ..
ولقد شاع عند فئة من أهل الأهواء - جنبك الله طريقهم - مقولة سوء يلصقونها بأهل السنة وذلك حين يزعمون أنّ أهل السنّة ضعفاء في العلوم العقليّة لسخافة عقولهم وقلّة فهمهم ... الخ ثم يجمع هؤلاء أعلامًا من متأخري العلماء ليروجوا على الناس أن من حرر العلوم وأزال الغوامض وفك المقفلات من الفنون إنما هم علمائنا ... مع أنّ أي عارف بالمعقولات يرى تخبّطهم فيها باعتمادهم على المنطق الأرسطي البالي وتشدقهم به ..
والكلام في هذا يطول وحسب المرء أن يعلم أن المقارنة في هذا لا تصح، بل السؤال من أصله فيه شيء من مغالطة .. وكما قال الأحباب فإن هذا فن من الفنون لا يصح أن يقحم فيه الخلاف العقائدي ..
أما ما أعلمتُه لك بالأحمر فلم أتبين وجهه فهلا أبنت عنه؟
¥