ملتقي اهل اللغه (صفحة 3001)

متانة الأسر والمثاقفة ..

ـ[المعقل العراقي]ــــــــ[07 - 01 - 2009, 08:52 م]ـ

البسملة1

الحمد لله

متانة الأسر والمثاقفة

قال سالم آل عبد الرحمن:

الأسر: الشدة والعصب، وأسر الكلام: بناؤه وتركيبه (اللسان – أسر).

أما متانة الأسر: أن ترتبط الكلمات فيما بينها ارتباطاً وثيقاً، وأن يكون نسيج الكلام محبوكاً غير مهلهل.

ولقد رأينا أن الشماخ وصف بأنه: " شديد متون الشعر، أشد أسر كلام من لبيد، وفيه كزازة، ولبيد أسهل منه منطقاً ".

أما المثاقفة، فقد أشرنا لها في عدة مواضيع وقلنا سابقا:

ثقِف الشئ ثقفاً وثقافاً: حذقه. وثَقُفَ الرجل ثقافة: صار حاذقاً خفيفاً، ومنه جاءت المثاقفة.

والتثقيف هو التسوية (اللسان: ثقف).

والمثقف –بكسر القاف-: هو الذي يثقف شعره أي ينقحه ويجوده، وكان القدماء يفخرون بذلك، قال ابن الرقاع:

وقصيدة ٍ قد بت ّ ُ أجمع بينها .... حتى أقوّم ميلها وسِنادَها

نظر َ المثقِف في كعوب قناته .... حتى يقيم ثِقافُه مُنآدَها

والمثقِف: هو المعلم والمؤدب، قال الجاحظ: " وإنما يمتنع البالغ من المعارف من قبل أمور تعرف من الحوادث وأمور في أصل تركيب الغريزة، فإذا كفاهم الله تلك الآفات، وحصنهم من تلك الموانع ووفّر عليهم الذكاء، وجلب إليهم جياد الخواطر وصرف أوهامهم إلى التعرف، وحبّب إليهم التبيّن، وقعت المعرفة وتمت النعمة " (البيان - ج 3، ص 293 - 294).

قال آل عبد الرحمن: وذكر الموانع التي تمنع من المعرفة وأحدها " سوء صبر المثقف " أي: المعلم أو المؤدب.

ثم أضاف:

والمثاقفة: هي المطارحة في العلم والأدب ومذكراتهما، قال أبو حيان التوحيدي: " فلعل هذه المثاقفة تبقى وتروى، ويكون في ذلك حسن الذكرى " (الإمتاع والمؤانسة ج 1، ص 9).

قال آل عبد الرحمن: وقد أوردتها برسائل عدة نحو مقالة التوحيدي، وكنت قد شيعتها إلى أستاذنا النحرير د. علي المنصوري بعد أن جاليته بالأمر، بل ثنيت فيها برسالة حملت نفس عنوان "المثاقفة "،وقلت: لعلها تكون من مثاقفات هذا القرن، وقد تحمل بعضها مظاهر الشعور (الإدراك – الوجدان- النزوع)،وذلك قبيل أن نودع علامتنا الباقر أ. د. ابراهيم السامرائي رحمه الله تعالى، حيث أطلقت بين يديه فيها بعض نخب الإمتاع لمؤانسات تجديدية عصرية على اثر ما ألفيته من مقالات له كانت قد نشرت بعضها مجلة المنهل السعودية، وكانت لي عليها حكايات ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015