ملتقي اهل اللغه (صفحة 2564)

ولم ستطيعوا حينها أن يصدقوا أن للأمل أجنحة أخرى غير مرئية قد تصنع المستحيل.

لماذا منعني المدخل والمخرج من الوقوف مع العنوان؟

لأنها رسمت فلسفة المجموعة، وطرحت رؤية الكاتبة الجليلة، وكنت أود أن تكون الوقفة مع العنوان والقصص لاستخلاص هذه الفلسفة!

لكنها أجادت!

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[25 - 04 - 2011, 10:30 م]ـ

القصص .. وجهة النظر: 1 - ضمير المتكلم

وجهة النظر هي الوجهة التي يختارها الأديب ليرى من خلاله أحداث عمله، ويرويها سردا مبرزا رؤيته. وهي ثلاثة مداخل، يهمنا منها المدخل الأول الذي هو ضمير المتكلم.

يتميز اختيار ضمير المتكلم بمعرفة نفس السارد وما يعتمل فيها، لكنه لا يرى من الآخرين إلا الظاهر ولا يرى الباطن منهم إلا استنتاجا من قراءة ظاهرهم.

وقد استخدمت كاتبتنا الجليلة هذه الوجهة في ست قصص، هي:

1 - "بقايا دموع" حيث كانت الساردة امرأة في عيادة عيون تشتكي احتباس الدمع، وكانت المفارقة في أن المعالج كان إحدى المريضات، وظهر عمق المفارقة في دلالة الطبيبة المريضة الساردة إلى المريضة المعالجة على الرغم من وجود الطبيبة في غرفة الكشف مع الساردة، ووجود المريضة المعالجة في غرفة الانتظار.

2 - "عندما لاح الهلال" حيث كان السارد هرما في قلعة يعالج آلام أمة من خلال ماض زاهٍ يختلف عن حاضر منهزم من خلال واقع القلعة وماضيها، وجاءت ابنة السارد كأمل للمستقبل المنتظر فأدفاته كما سيكون المستقبل المنتظر مدفئا لكل من يستشعر عري الواقع من كل ما يدفئ.

3 - "لم يكن قصدي" حيث كان السارد شابا عابثا عاش تجربة مع عجوز تركتها الدنيا إلا من أمه، فقد تركها أبناؤها لدنياهم. واستمرت هي على العطاء لهذا الشاب زمن كان صبيا، لكنه تنكر لها كما تنكر لها أبناؤها، وصار يعبث بها، ويغضب من إيصال بر أمه إليها.

وكانت المفارقة متمثلة في توحد لحظة شعوره بالندم واستعداده لبرها ولحظة رحيلها؛ لترحل وهي معطاءة محرومة، ويبقى هو عابثا ممثلا لحرمانها.

4 - "خلف الكواليس" حيث كان السارد امرأة منبهرة بمحاضرِةٍ في مجال تفاعل الأجيال تربويا، لكن القصة لا تتركنا حتى نكتشف زيف تلك المحاضرة الممتهنة حض الآباء على حسن التعامل مع الأبناء وإنشاء استرتيجيات ذلك باكتشاف الساردة كذبها من خلال حيلة فنية بنائية أظهرت التناقض في عالم نظنه نقيا لنبل مقولاته.

5 - "رفيف العنادل" حيث كان السارد شابا طحنه واقع ما بعد التخرج في الجامعة، لكن القاصة تستلهم عنوانها فلا يتركنا السارد حتى يكتشف طريقة عملية للبدء معلنا أن التغيير من الداخل لا من الخارج.

6 - "عملية تجميل" حيث كانت الساردة امرأة تستشعر جمالها، وقد أورثت هذا الشعور ابنة أختها. وقد انحرفت هذه الفتاة عن الجادة ورغبت فيما يشتهر عن مغنيات هذه الأزمنة من تغيير خلقة ربها بعملية تجميل. لكن القاصة استثمرت عنوانها على مستويين: أولهما ظاهر يتمثل في رغبة الفتاة، وآخرهما باطن تمثل في تلك العملية النفسية التر أجرتها الخالة لابنة أختها لتشفيها من هذا الداء. وانتهت العملية النفسية نهاية باسمة مبهرة بشراء الفتاة كرسيا متحركا للخالة؛ لتنجح عملية التجميل الفضلى ولا تتم عملية التجميل الحمقاء.

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[25 - 04 - 2011, 10:30 م]ـ

2 - القصص .. وجهة النظر: 2 - خارج الأحداث

يطلق المعنيون بوجهة النظر على هذه الوجهة أسماء لا أرضاها؛ لذا أسميها "وجهة خارج الأحداث"؛ لأنها تقوم على السرد من خارج شخصيات الأحداث.

وتمتاز هذه الطريقة بأن السارد يعلم ما يعتمل داخل شخصيات الأحداث وما يقع خارجها؛ لذا يكون وصفه داخل الشخصيات أمر مقبولا قبولا فنيا بالدرجة ذاتها عند وصفه ما يقع خارج الشخصيات.

وقد اتبعت كاتبتنا هذه التقنية الفنية في تسع قصص، هي:

1، 2 - "قلوب لا تعرف الرحمة"، و"أسيرة ورقة".

أ- بين يدي القصتين

حيث دار السرد حول وهم الزواج العرفي، وما هو بزواج عرفي؛ لأن الزواج العرفي هو الزواج الكامل من دون توثيق. أما ذلك الذي يحدث بين ذكر وأنثى من اتفاق ثنائي وكتابة ورقة سرية فهذا ليس زواجا لا عرفيا ولا غيره، إنما هو زنا.

أقول: دارت القصتان حول تلك الفتاة التي انساقت وراء شهوتها ووهمها فكانت صريعة شهوتها بعد حدوث ما يفترض حدوثه في مثل هذه الشهوات المحرمة من هجر الذكر الأنثى ووقوعها تحت وطء الافتضاح.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015