ملتقي اهل اللغه (صفحة 2472)

لماذا نستخدم الأمر؟

ـ[محمد فهمي يوسف]ــــــــ[18 - 01 - 2012, 08:41 م]ـ

لماذا نستخدم الأمر في كلامنا؟!!

نتكلم اليوم عن أسباب استخدامنا لأسلوب الأمر، وما أغراضه البلاغية.؟!

هناك الأمر المباشر الحقيقي نطلب فيه الإجابة عن أمر نقصده من المخاطب، نحو:

قلْ الحق. ويا أيها القائدان قودا شعبيكما إلى الإصلاح والتغيير، وأنتم ياجماهير الشعب أعطوا أصواتكم لمن يستحقها.

وهكذا تخاطب بفعل الأمر المفرد، والمثنى، والجمع. بغرض الحقيقة المطلوبة في الأمر.

ويخرج الأمر عن معناه الحقيقي ليؤدي أغراضا متنوعة تختلف من أسلوب إلى آخر حسب مقتضى الحال في البلاغة

1 - فنحن نستخدم الأمر للدعاء:

ويعرف الغرض في هذه الحالة إذا كان الدعاء موجها من الأدنى إلى الأعلى، كما جاء في القرآن الكريم على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام

(ربِ اجعلْ هذا البلد آمنا، وارزقْ أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر)

وقال المتنبي يخاطب سيف الدولة قائلا:

أخا الجودِ أعطِ الناسَ ما أنت مالكُ = ولا تعطينَّ الناس ماأنا قائل

2 - ونأمر لنتمنى:

إذا كان الأمر لغير العاقل كقول امريء القيس:

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلِ = بصبح وما الإصباحُ منكَ بأمثلِ

3 - ونأمر لننصح ونرشد المخاطب:

عندما لا يكون هناك إلزام في الأمر بالتنفيذ، ولكن الرغبة في النصح والتوجيه للخير، مثل قول المصطفى عليه الصلاة والسلام:

لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (إن أردت أن تسبق الصِّديقين، فَصِلْ منْ قطعكَ، وأعطِ منْ حرمك، واعفُ عمنْ ظلمكَ)

ويقول أبو العتاهية:

واخفض جناحكَ إنْ مُنِحْتَ إمارةً = وارغبْ بنفسكَ عنْ ردى اللذَّات

4 - ويكون الأمر للالتماس:

حين يكون رفيق لرفيقه، أو نِدٍ لندِّه

مثل قول صديق لصديقه

عَرِّجْ على الزَّهرِ يا نديمي = ومِلْ إلى ظلِّه الظليلِ

فالروض يلقاك بابتسام = والريحُ تلقاك بالقبول

5 - ويخرج الأمر إلى غرض التهديد والوعيد:

مثل قوله تعالى: (قلْ تمتعوا فإن مصيركم إلى النار) وقوله سبحانه (اعملوا ما شئتم)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا لمْ تَسْتَحِ فاصنعْ ما تشاء)

6 - كما يأتي الأمر البلاغي للتبشير:

كقولك فليفرحوا بفضل الله القريب.

7 - ويخرج الأمر أيضا إلى التعجيز:

مثل قول الله تعالى: (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لاتنفذون إلا بسلطان)

أو تحديه للكفار في قوله جلَّ وعلاَ: (فاتوا بسورة من مثله، وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ..)

ويقول الشاعر:

أروني بخيلا طال عمرا ببخلِه = وهاتوا كريما مات من كثرة البذل

وهكذا نرى أن أسلوب الأمر ليس مقصودا به في كل الأحوال الإجابة إلى طلب حقيقي من المخاطب يقصد إليه مباشرة بدون خروج

إلى أهداف وأغراض متعددة من وراء استخدام فعل الأمر المباشر أو اسم فهل الأمر مثل:

مَهْ عازلي في حب ليلى ولا تقلْ = جُننتَ فهل كنت يوما بعاشقِ؟

فقد خرج أسلوب الأمر هنا مثلا في استخدام اسم فعل الأمر (مَهْ) بمعنى: تمهلْ؛ إلى غرض اللوم والعتاب كغرض بلاغي حسب

الحال التي ورد فيها.

ـ[عادلعبد]ــــــــ[01 - 04 - 2012, 11:22 ص]ـ

5 - ويخرج الأمر إلى غرض التهديد والوعيد:

مثل قوله تعالى: (قلْ تمتعوا فإن مصيركم إلى النار) وقوله سبحانه (اعملوا ما شئتم)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا لمْ تَسْتَحِ فاصنعْ ما تشاء)

* البسملة1

انتبه لنص الحديث في البخاري: (إذا لمْ تَسْتَحْيٍ فاصنعْ ما تشاء) بإثبات الياء الأولى وحذف الثانية ,

وليس بحذف الياءين معا.

جزاكم الله خيرا.

ـ[البدر القرمزي]ــــــــ[10 - 04 - 2012, 11:04 م]ـ

للعلم فقط فاستحى لغةٌ في استحيا. ولكنَّ اللغة العالية أن نقول: استحيا.

ـ[محمد فهمي يوسف]ــــــــ[07 - 08 - 2012, 12:31 ص]ـ

الأفاضل المحترمون

1 - الأستاذ أبو الشبلين

http://im30.gulfup.com/2012-08-07/1344288466331.jpg (http://www.gulfup.com/show/X9e2f40n0wdookk)

2- والأستاذ أحمد بن حسنين المصري

http://im30.gulfup.com/2012-08-07/1344288466331.jpg (http://www.gulfup.com/show/X9e2f40n0wdookk)

3- والأستاذ لسان القرآن

http://im30.gulfup.com/2012-08-07/1344288466331.jpg (http://www.gulfup.com/show/X9e2f40n0wdookk)

جزاكم الله خيرًا

ما قدمته هنا جهد متواضع في محبة لغتي العربية الخالدة

بخلود كتاب الله تعالى الذي ضمن حفظها إلى يوم الدين

ـ[محمد فهمي يوسف]ــــــــ[07 - 08 - 2012, 12:59 ص]ـ

أخي الكريم عادلعبد

السلام1

تحيتي لك وتقديري لتعليقك القيم

أما عن الكتابة العربية البلاغية اللغوية السليمة

فلا يتعارض رسم ونص صورة الحديث الشريف في البخاري،

فنحن نكتب كلمات القرآن الكريم في الإملاء العربية بما تنطق به وبغير صورتها الواردة في كتاب الله تعالى،

نحو: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) آل عمران

وهي تصور في القرآن هكذا (الكتب) بدون الألف بعد التاء مع وضع علامة صغيرة

فوق التاء؛ وغيرها كثير من الكلمات.

لا يتعارض مع ما سجلت به مقالي المتواضع الذي يتمشى مع قواعد اللغة والنحو العربي المعروفة

حيث إن الفعل (استحيا) مزيد من الثلاثي (حيي) بالألف والسين والتاء

ومضارع الثلاثي (حييَ ــ يحيا)، ومضارع السداسي (استحيا ـ يستحي)

وبدخول (لم) الجازمة على مضارع السداسي وهو المعني في نص الحديث

يكون رسم الفعل لغويا ونحويا بحذف حرف العلة من آخره فيصبح: لم تستحِ

(قاعدة)

والشكر للأخ الفاضل الأستاذ البدر القرمزي

على تعليقه السليم بالنسبة لأصل الفعل (استحيا)

(فقد استحيا من الله حق الحياء)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015