لأنه في مرحلة بناء وهذه تلائمها تنمية الوقائع، قال تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5]، وقال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102]. وقال: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} [لقمان: 17 - 19].
إنها الحقيقة التي لا تستدعي طويل كلام ولا طويل وصف، ولا تعريج على غيرها قبلها تمهيدا لها زعما.
إذن، الأدب الموجه إلى الأطفال ينبغي له أن يركز في الحقائق ويوصلها من أقصر طريق؛ لأن تنمية الخيال ليس مطلوبا في هذه المرحلة، وإن قُصد فلن يكون بهذه الوسيلة.
كيف؟
في قصة السيدة خديجة المقررة على الصف السادس الابتدائي نجد وصفا وخروجا إلى الخيال لايفيد، ولا يليق بأمنا خديجة رضي الله عنها.
كيف؟
هاكم بعض أمثلة توضح مقصود الكلام.
(4)
1 - يقول الكاتب الأستاذ أحمد محمد صقر ص10 من طبعة 2009/ 2010 التي أعدها تربويا الأستاذ مصطفى كامل مصطفى مستشار التربية الدينية:
"ثم دعا ابنته خديجة، فجاءت تمشي على استحياء ووقفت أمامه فارعة القوام، متلألئة الوجه، ينعكس ضوء المصباح الدري على وجهها فيزيده جمالا على جمال".
ثم قال في فقرة تالية في الصفحة ذاتها:
أطال خويلد النظر في وجه خديجة المستدير، وفي عينيها النجلاوين، وثغرها الباسم".
ثم قال في فقرة تالية في الصفحة ذاتها:
"فتلقت الفتاة السؤال بابتسامة عريضة كشفت عن أسنان مرصوصة كأنها الدر المنظوم".
2 - يقول ص20:
"وانقضى العام فزادت الدار بهجة بمولودة وثقت رباط المحبة بين الزوجين، واشتد تعلق أبيها بها؛ إذ كانت كبيرة الشبه بأمها خديجة: واسعة العينين، طويلة الشعر، مستديرة الوجه، جميلة الصورة".