ملتقي اهل اللغه (صفحة 2412)

وأركانُهُ أَربعةٌ: طرفاهُ ووجهُهُ وأداةٌ. نحوُ: زيدٌ كالبدرِ في الحُسْنِ.

وَقدْ يكونُ طرفاهُ حِسِّيَيْنِ كَمَا مُثِّلَ، أَوْ عَقْلِّيَيْنِ نحوُ: العلمُ كالحياةِ في كونِهِما جِهتَيْ إِدراكٍ، أَوْ مُختلِفَينِ كالمنيةِ والسبعِ وتشبيه محسوس بمعقول.

وَوَجْهُهُ قَدْ يكونُ هيئةً مُنتزَعَةً مِن عدةِ أمورٍ نحوُ:

كَأَنَّ مُثَارَ النَّقْعِ فَوْقَ رُؤُوسِنَا ... وَأَسْيَافَنَا ليلٌ تَهَاوَى كَوَاكِبُهْ.

والأغلبُ حذفُهُ، وَقَدْ تُحذفُ الأداةُ أيضًا ويُسمى بليغًا.

وَكُلَّمَا بَعُدَ الوجهُ دَقَّ وَحَسُنَ، وَقدْ يُتصرَّفُ في القريبِ المبتذَلِ بما يُصَيِّرُهُ دقيقًا حَسَنًا كقولِهِ:

يَا أَيُّهَا الرَّشَأُ الْمَكْحُولُ نَاظِرُهُ ... بِالسِّحْرِ حَسْبُكَ قَدْ أَحْرَقْتَ أَحْشَائِي

إِنَّ انْغِمَاسَكَ فِي التَّيَّارِ حَقَّقَ أَنـ ... نَ الشَّمْسَ تَغْرُبُ في عَيْنٍ مِنَ الْمَاءِ

فإنَّ تشبيهَ الجميلِ بالشمسِ قريبٌ لكنْ لما تَصَرَّفَ فيهِ بما تَرى حَتَى أَنَّهُ جعلَ انغماسَهُ في الماءِ دليلًا على أَنَّ الشمسَ تغرُبُ في عينٍ مِنَ الماءِ دَقَّ ولَطُفَ. فصلٌ

أَصْلُ الاسْتِعَارَةِ التَّشبيهُ؛ لأَنَّهُ إِذا حُذِفَ مِنْهُ مَا عَدَا المشَبَّهَ بهِ صارَ استعارةً تصريحيَّةً، وإذا حُذِفَ مَا عَدَا المشبَّهَ صَارَ استعارةً بالكنايةِ على مَا تقدَّمَ ولا يُسمى حينَئِذٍ تشبيهًا؛ إذْ مَبنى الاستعارةِ على تناسي التشبيهِ.

وَأَمَّا الكِنايةُ فهِيَ لفظٌ أُرِيدَ بهِ لازمُ معناهُ مَعَ جوازِ إرادةِ المعنى مَعَهُ. فهيَ تُخالفُ المجازَ مِن جهةِ جوازِ إرادةِ المعنى الحقيقي معَ إرادةِ لازمِهِ نحوُ: زيدٌ طويلُ النِّجَادِ تُريدُ طولَ القَامَةِ، وزيدٌ مهزولُ الفصِيلِ، أَوْ كثيرُ الرَّمَادِ كنايةٌ عَنْ كرمِهِ، ونحْوُ:

إنَّ السَّمَاحَةَ وَالمرُوءَةَ والنَّدَى ... فِي قُبَّةٍ ضُرِبَتْ عَلَى ابْنِ الحَشْرَجِ

كنايةٌ عن ثبوتِ هذهِ الصفاتِ لهُ.

تمت

ـ[متبع]ــــــــ[31 - 10 - 2012, 11:57 م]ـ

كتب الله أجرك

ـ[أبو عبدالعزيز الحنبلي]ــــــــ[03 - 03 - 2013, 01:59 م]ـ

ألا تضعها لنا في ملف وورد بارك الله فيكم

ـ[أبو عبدالعزيز الحنبلي]ــــــــ[03 - 03 - 2013, 02:32 م]ـ

هذه هي في ملف وررد مع تنسيق يسير.

وشكر الله للشيخ أبي مصطفى، وجزاه خير الجزاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015