ـ[عائشة]ــــــــ[13 - 05 - 2014, 02:22 م]ـ
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
.
.
هل للحروفِ في خطِّ النسخِ قاعدةٌ معيَّنة في ما يتعلَّقُ بما يستقرُّ منها علَى السَّطر (خطّ الأساسِ)، وما ينزلُ عنه؟ فإنِّي أُلاحِظُ في كتاباتِ الخطَّاطينَ أنَّهم يكتبونَ حرفَ الرَّاء مثلًا فوقَ السَّطرِ، وأحيانًا ينزلُ عن السَّطرِ، فهل هذا يعودُ إلى موضعِ الحرفِ من الكلمةِ، أو أنَّ مردَّ ذلك إلى ذوقِ الخطَّاطِ نفسهِ؟
.
.
وهذا مثالٌ واضحٌ لحرفِ الرَّاءِ من كتاباتِ الخطَّاطِ عبَّاسٍ البغداديِّ:
http://im81.gulfup.com/صلى الله عليه وسلمpTJqK.png
http://im81.gulfup.com/3صلى الله عليه وسلمعز وجلfOF.png
.
.
.
فنلاحظُ نزولَ الرَّاءِ عن السَّطرِ في كلمتَيْ (رَقَّ)، و (الرِّيح)، واستقرارَها على السَّطرِ في كلمة (نار).
فهل من إفادةٍ عن هذا؟
جزاكم الله ُخيرًا.
ـ[أبو الحسن الدرعمي]ــــــــ[13 - 05 - 2014, 06:52 م]ـ
أراه قد أخطأ في الثّانية إذ رسم راء "نار" فوق السطر، والصّواب أنَ عنقَها فقط فوقه، وسائرها تحتَه.
وهذه قاعدة الحروف المجموعة في قولهم: "نصلي - شروق - جمعه"، إذا أُفرِدَت أو تطرّفَت، وفي الهاء حال توسُّطِها، والله أعلم!
ـ[عائشة]ــــــــ[13 - 05 - 2014, 09:26 م]ـ
لا أرى أنَّه أخطأ في ذلك، فالخطاط عبّاس البغدادي من كبار الخطَّاطين في هذا العصر، وكتاباتُه التي عرضتها في المشاركةِ السابقة الغرضُ منها تعليم خط النَّسخ، كما هو واضح.
هذا، وقد رأيتُ عند أكثرَ من خطاطٍ كتابة الراء، والنون، واللام، وغيرها من الحروف المذكورة فوقَ السطر أحيانًا.
وننتظرُ من الأساتذة الكرام مزيدًا من الإفادة.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو محمد فضل بن محمد]ــــــــ[15 - 05 - 2014, 12:49 م]ـ
ليس خطأ إن شاء الله، وإنما هيَ مسألةُ توازن، ولا يقتصر على وزن الحروف والكلمات بميزان السطر، بل يتعدى ذلك إلى اختيار شكل الحرف الذي له أكثر من صورة، وهذا التصرف في التوزيع لا يحسنه إلا المتقدم، أما المبتدئ فيلتزم ما يذكر له من القواعد والأصول ولا يخرج عنها.
فالأصل أن الحروف ذوات الكأس (النون والقاف والياء والسين والصاد واللام) والحروف الهلالية (الراء والواو) ينزل جزء منها تحت السطر، وليس لهذا النزول مقدار ثابت، ولكن تجد نفسك في بعض المواطن بحاجة إلى أن ترفع الكأس فوق السطر أو تقلل من نزولها جدا، اكتب مثلا كلمة (جمال)، ترى فيها ثقلا في الأول بحاجة إلى أن توازنه بالجزء الأخير فترفع اللام قليلا، وربما كتبتها فوق السطر، بخلاف كلمة (تلال) مثلا، فليس قبل الألف جزء ثقيل فهنا يحسن أن تكتب اللام على الأصل.
وأما الجيم والميم فلا يمكن رفعها كاملة فوق السطر لطولها ولكن ينظر إلى قدر الجزء النازل، فيقلل أحيانا، ويكون ذلك حال الاتصال باختيار الشكل مركبا أو غير مركب، وكذا الهاء الوسطى لأنك إذا رفعتها ارتفع ما قبلها وما بعدها من السطر وهذا يخل بالوزن.
ومثل هذا التصرف في مواضع الحروف من السطر التصرف في مقاييسها، وأشهر أمثلتها الألف إذا جاءت بعد كأس فيجمل أن تصغر حجمها وتكتبها فوق الكأس وذلك أجمل من أن تكتبها على السطر كاملة تاركا الفراغ المعتاد بينها وبين الكأس.
وهكذا الأمر في معرفة ما يناسب السطر من الحروف المركبات، فمثلا اللام مع الجيم متى يحسن أن تأتي بهما متراكبتين ومتى يفضل أن تكتبهما منفصلتين، وتأثير التركيب على حجم اللام ... الخ
أمور تأتي بالممارسة، والله أعلم.
ـ[عائشة]ــــــــ[15 - 05 - 2014, 01:27 م]ـ
أحسنتَ، بارك الله فيكَ، ونفعَ بكَ.
وهذا مثالٌ توضيحيٌّ أيضًا:
http://im60.gulfup.com/vIkYwz.jpg
[الصُّورةُ من مصحفِ المدينةِ النبويَّةِ (النُّسخة الثَّانية)]
ففي الكلمات: (يستكبرون)، و (يستحسرون)، و (يفترون)، و (ينشرون): توالَتِ الرَّاء، والواو، والنُّون، فنُلاحظُ أنَّ الخطَّاط عثمان طه كتبَ الرَّاء منخفضةً عن السَّطرِ، وجاءَتِ الواوُ بعدَها بشكلٍ أقلَّ انخفاضًا، ثُمَّ جعلَ النُّونَ مستقرَّةً علَى السَّطرِ. وهذا من التوازُن الَّذي ذكرَه أستاذُنا الفاضلُ -جزاه الله خيرًا-.
واللهُ تعالَى أعلمُ.