ملتقي اهل اللغه (صفحة 12517)

الشيْطانُ العَظيم!

ـ[القمطرة]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 01:34 م]ـ

إنّ العَالم (الأمريكي) يُعمي بَصَائرنَا مِنْ رؤيَةِ أنْفسنَا بَأنْ لَا نَرى إلّا إيّاه، كمَا أيّد ذلكَ أحَدهم بقولهِ: (إنني لا أزال أفضل أن أعيش تحت نير الجيش الأحمر بدلاً من أكل الهمبرغر).

فِكر [الليبراليّة] يحْملنَا عَلى اعْتمَادِ خيَار وَاحد بَدعوى أنّه اخْتيَارِي!: فإمّا أنْ تَكون لِيبرَاليّاً أوْ مُتديّناً مُتطرّفاً. فكمْ هوَ سَاذج الإيْمَان بِصَحوةٍ [ليْبراليّة] تَخترقُ نُظم وَقواعد بِدعْوَى تَحريرهَا مِن العَقل إلى الجُنونِ!. فِكرة الطّريْقة الأُحَادِيّة -التي سَلكهَا جَمعٌ مِنهُم- هيَ الخَلاص عَلى هَيْمَنةِ الآرَاء وَالأفْكَار، وإنْ كانَ النّاس يَتبنّون مَذهَباً وَحيْداً إلّا أنّ الخَيَارات تَتعَايش دَاخل أيّ اتّجاه مُهيمِن مثلُ [الليبرالية].

ممّا تَدعُو إليْهِ [الليبرالية] الوَاضِحة تَأثيْرهَا -وإنْ أنكرَ وجودهَا بعضهم- فِي هَذا الزّمَن، فإنّه لمْ تَعد تُحرّك النّاس الخطَابَات المُنمّقة القَديْمَة التي كَانَت مَحلّ التّأثيْر، وَمُنطلَق المَعَارك، بَلْ أصْبَحتْ الآرَاء المُتَعارضَة مطلباً مُهمّاً لنُهوضِ فِكرَة مُعيّنة يثورها المعارضون أيّاً كانَ عِلمهُم وَقدرُهم.

وَالحَصيْلة أنْ يَخرج الإنْسَان المُعَاصِر، بخَليطٍ مُتنَافر بِاطْمئْنَان المُتشكّك وَالمُؤْمِن، يُسيّرهَا النّظَام بسرعَةٍ ثمّ يَفْرضهَا، حتّى أنّه يَرغَب فِي الشّيءِ ثمّ تَخْتَرقه أصْنَاف عَابِرة مِن الافْتَتَان المُضَاد، كَمَا تَخْتَرقهُم قَنَاعَات هشّة بزعم أنّها تَطوّر أوْ مُسلّمَات، فهُوَ -الليبرالي- كَالبَهْلوَاني يَجُول بِحذرٍ مُتقلّب، فلَا يَثقُ بِالمَذاهبِ والآرَاء العَتيْقَة وَالتّجَارب القَديْمَة.

وَيَظلّ المُتأمّلونَ خَارج هَذه الدّائرة فِي روحٍ مُقسّمَة، دَاخِل عَالم مُتصَدّع، وَذاكَ هَوَ الشّرط الوَحيْد لهُم ليَفلت مِن التّعصّب البَسيْط المَحْمُود.

وإنّ هَؤلاء أصْبَحوا شُغلنَا الشّاغل جَميْعاً، فَمتديّن يَحْكم عَليهِ بالكُفرِ، وَفَاسِق يَميْل إلى أقَولهِ كَميْله لهَواه، وَتاجر يَصفهُ بِالعَادلِ، وَمُتَعالِم يَظنّه مُفّكراً، أمّا العَالِم فيَصرخ بِهِم جَميْعَاً: "لَاتَهْتَمّوا بهِم".

لذلكَ كانَ أخوفَ مَا يخافهُ -الليبرالية- هُم العلمَاء، فَالعلم يُبيّن مَاهيّة الحريّة الصّحيحَة بِضَابطِ الشّريعة الإسْلاَميّة، فشريعَة الإسْلام وَسط مَا بَيْن [الارستقراطية] و [الديموقراطية] مَبنيّة قَواعدهَا عَلى مُراعَاةِ المَصَالح العَامّة فيما يُسمّى بـ"الشورى". يَقولُ الأديْب إسحاق: (قُضي على الشرق أن يهبط بعد الارتفاع، ويُذَلّ بعد الامتناع، ويكون هدفاً لسهام المطامع والمطالب، تعبث به أيدي الأجانب من كل جانب).

وإنّ أسْوَأ مَافِي [الليبرالية] أنّها تُعيْن الفَجَرة عَلى فُجورهم، وَتصُوْنهم مِن النّقدِ وَالعِقَاب، فيَأمَن المُتَمرّد عَلى مَلذّاتهِ الجسْمِيّة وَالفِكرية -أيّاً كَانتْ- مِن خِلال النّظام لَا الشّرْع.

القِمَطرة. . (ثمّ نَظَرَ) (ثمَ عَبسَ وَبسرَ).

ـ[القمطرة]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 10:05 ص]ـ

عجباً!

لمَ الموضوع نُقل إلى قسم العلوم الشرعيّة وليس بهِ نفحة تديّن؟!

القمطرة

ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 05:09 ص]ـ

عجباً!

لمَ الموضوع نُقل إلى قسم العلوم الشرعيّة وليس بهِ نفحة تديّن؟!

القمطرة

بل الموضوع موضوع شرعي بارك الله فيك. فتأملي.

ـ[أبو عبد الملك 2]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 10:49 م]ـ

بارك الله فيك موضوعك مفيد جدا جدا بغض النظر هل هو شرعي ام لا.

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 07:16 م]ـ

السلام عليك

هل شيطان عظيم وصف لائق بالشيطان

شكرا

ـ[منار نجد]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 02:44 ص]ـ

السلام عليك

هل شيطان عظيم وصف لائق بالشيطان

شكرا

مؤيدة من الدرجة الأولى لرأي الأستاذ محمد التويجري.

تعجبت جداً حين قرأت عنوان الموضوع.

والشكر موصول لك أخية ...

ـ[التلميذ]ــــــــ[17 - 12 - 2008, 03:58 م]ـ

قال الله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015